الرئيسية عقيدتنا عقيدتنا عقيدتنا في ماذا بعد الموت؟

عقيدتنا في ماذا بعد الموت؟

(12) عقيدتنا في ماذا بعد الموت؟

أو الحياة الأبدية

“ لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يوحنا3: 16) – هذا هو ملخص الإنجيل كله!

لكل من يؤمن ويخلص حياة أبدية، مثل حياة الله التى لا نهاية لها. إنها تبدأ بمعرفة المسيح ولا تنتهى أبداً، ولا يؤثر الموت فيها.

ولا شك أننا نسأل: أين نذهب بعد الموت؟ ما هو الحال بين الموت والقيامة؟

وللإجابة نقول إن المؤمن يذهب بروحه حالا بعد الموت ليكون مع المسيح فى مجده، بينما يبقى جسده فى القبر إلى يوم القيامة. أما الخاطئ فانه يذهب بروحه إلى العذاب الأبدى، ويبقى جسده فى القبر حتى يوم الدينونة العظيم.

ويتمتع المؤمن بالسعادة فى حضرة الرب، ولكن سعادته تكمل فقط عند القيامة، إذ يقيم الرب جسده من الموت، ويغير هذا الجسد إلى جسد مجيد، يكون على مثال جسد المسيح الممجد الذى قام به من الموت (فيلبى3: 21)- وعندئذ يتمتع المؤمن- روحاً وجسداً- بالسعادة والمجد الأبديين. ويتبع الذين رفضوا خلاص المسيح الخطوات نفسها، ولكن يقوم جسدهم إلى قيامة الدينونة والعذاب الكامل الأبدى.

ويوضح لنا الكتاب المقدس أن الروح تشعر بالسعادة بعد الموت، ثم ترجع إلى الجسد عند القيامة (الجامعة12: 7) وموت الجسد ودفنه لا يتضمن موت النفس الخالدة (متى10: 28). ويبرهن لنا هذا أننا نرى موسى وإيليا على جبل التجلى مع المسيح، بعد موت موسى بنحو 1400 سنة (لوقا9: 30، 31). وقد ذكر لنا المسيح أن لعازر التقى، والغنى الشرير، كانا حيين شاعرين بعد الموت، لعازر يهنأ والغنى يتعذب، (لوقا16: 22، 23). وقد وعد المسيح اللص المصلوب التائب بقوله “ اليوم تكون معى فى الفردوس” (لوقا23: 43) فحيث ذهب المسيح ذهب اللص التائب. ويقول بولس إنه واثق ومسرور أنه سيترك الجسد ليسكن عند الرب (2كورنثوس5: 8)، ويقول إن موته هو إنطلاق ليكون مع المسيح (فيلبى1: 21، 23). أما استفانوس الشهيد المسيحى الأول فقد قال وقت استشهاده:” أيها الرب يسوع إقبل روحى” (أعمال7: 59).

يرقد المؤمن إذاً بالموت- جسده فى القبر ونفسه مع المسيح- فى انتظار القيامة... أما الذى يرفض المسيح فان نفسه تطرح فى جهنم حيث تبقى فى العقاب والظلام محفوظة إلى حكم اليوم العظيم (يهوذا6، 7). وهكذا ينال كل من الأبرار والأشرار نصيبهم الأبدى عند الموت، ولو أن هذا النصيب يكون غير كامل إلى أن يجئ يوم القيامة والحكم النهائى، فالأبرار ينتظرون قيامة أجسادهم يوم القيامة، واتحادها بأرواحهم، ودخولهم بالنفس والجسد معاً إلى السعادة الأبدية... والأشرار ينتظرون أجسادهم كذلك للذهاب بعد الدينونة إلى الشقاء الأبدى (رومية8: 23، 2بطرس2: 9، رؤيا6: 11).

جسد القيامة:

عندما يموت الإنسان يتحلل جسده فى التراب، ولكن هذا الجسد نفسه يقوم فى اليوم الأخير. حتى الذين ماتوا غرقاً يقومون- “وَسَلَّمَ الْبَحْرُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا. وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ” (رؤيا20: 13).

ونعرف أن الجسد نفسه هو الذى سيقوم من معنى كلمة “قيامة” – فهى تعنى إعادة حياة ما كان ميتاً، وليس إعادة حياة شئ آخر يشبهه فى طبيعته. وعل هذا فان الجسد المقام يشبه الجسد الأرضى الذى كان، ويحمل العلامات الخاصة التى كانت به قبل الموت. وبهذا نعرف أصدقائنا فى السماء، بل نعرف أيضاً الرسل وأبطال الإيمان الذين سمعنا عنهم أو قرأنا لهم. ألم يعرف التلاميذ موسى وإيليا عندما نزلا على جبل التجلى؟ ألم يعرف الغنى إبراهيم ولعازر وتذكر إخوته الذين على الأرض؟ ويتبرهن هذا أيضاً من أن جسد المسيح المقام كان هو نفسه جسده قبل الصليب، إذ جعل المسيح تلاميذه يرون يديه ورجليه المثقوبة وجنبه المطعون. وقد إعتاد المؤمنون أن يقولوا عند دفن أحدهم: “نسلم هذا الجسد للقبر، على رجاء القيامة المباركة”.

على أن جسد القيامة يختلف عن الجسد الأرضى فى أن جسد القيامة يكون روحانياً، مجيداً لا يقبل الفساد، خالداً ذا قوة عظيمة، وليس من لحم ولا دم (1كورنثوس15: 42- 44، 51- 54) وهو مثل الملائكة من حيث أنه لا يقبل الزواج (متى22: 30).

ولنسأل : ترى متى يكون هذا؟

سيجئ يوم فيه ينزل المسيح من السماء مصحوباً بهتافات الملائكة، ويعلن بوق الله القيامة، فيقوم الأموات المؤمنون أولاً، وبعد ذلك تتغير أجساد المؤمنين الأحياء، بدون موت، ويخطف الجميع فى السحب لملاقاة الرب فوق الأرض، فى الهواء، وهكذا يكون الجميع مع الرب إلى الأبد. وهذه هى السعادة الأبدية.

السماء مكان وحالة:

السماء الى يحيا فيها المؤمنون مع الرب هى مكان، فما دام جسد المسيح البشرى فى السماء فلابد أن تكون السماء مكاناً. وقد قال المسيح: “فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، ....... أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً،.....” (يوحنا14: 2، 3) وقد سميت السماء “مدينة ووطناً أفضل، أى سماوياً “ (عبرانيين11: 10، 16) كما سميت “سماء جديدة وأرضاً جديدة” (رؤيا21: 1).

والسماء فى الوقت نفسه حالة سعادة دائمة لا تنتهى، سعادة مجيدة أبدية يحياها المؤمن مع الرب. “إذاً بقيت راحة لشعب الله “ (عبرانيين4: 9)- “وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».” (رؤيا21: 4).

والآن ما هو موقفك من المسيح؟ هل يسكن فى قلبك وهل يحيا فيك؟ إن كنت قد فتحت له قلبك فانه يكون قد بدأ فيك حياة لا تنتهى، هى الحياة الأبدية!

“كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.” (1يوحنا5: 13).