الرئيسية دراسات دراسات بناء خيمة داود الساقطة

بناء خيمة داود الساقطة

بناء خيمة داود الساقطة فى مصر !عاموس 9: 11-12 ، أع 15: 15-18

الخلفية التاريخية للسفر :

- كانت المملكتان الشمالية والجنوبية تعيشان فى رغد وغِنى ، فعُزيا ملك يهوذا كان قد أخضع كل القبائل الأدومية ، والفلسطينيية ، وكان يأخذ الجزية من العمونيين .

وقام بتحصين أسوار ودفاعات أورشليم ، وأنشأ جيشاً قوياً ، حتى أن صيته وصل إلى مصر 2أخ 26 . أمَّا يربعام الثانى ملك إسرائيل فكان قد أخضع السوريين تماماً ،

واسترد الحدود القديمة للمملكة وذلك من حماة إلى البحر الميت 2مل 14: 25-28 . وبعد انكسار قوة سورية لم تعد إسرائيل تخشى من أى عدو ، كما أن أشور لم تكن قد صعدت بعد كقوة غازية .

 

- واتكل مَلِكا الشمال والجنوب فى قوة الموارد العسكرية 6: 13 ، وتركَّز كل اهتمامهم بزيادة ثرواتهم بسحق الفقير والتمتُّع بالمسرَّات العالمية 2: 6-8 ، 5: 11-12 ، 6: 4-6 . وانعكس ذلك الإحساس على الشعب فى المملكتين 6: 1 ، لذلك عندما تنبأ عاموس بأن إسرائيل سوف تُسْبَى إلى ما وراء دمشق كانت كفكرة أمر غير مُحْتَمَل على الإطلاق عا 5 !!

 

عاموس 9: 11-12

 

• عا 9: 11-12 " فى ذلك اليوم ، أقيم مِظلة داود الساقطة ، وأحصّن شقوقها ، وأقيم رَدمها ، وأبنيها كأيام القِدَم . لكى يرثوا بقية أدوم ، وجميع الأمم الذين دُعِىَ اسمى عليهم ، يقول الرب الصانع هذا كله " .

 

" فى ذلك اليوم "

 

- واضح من هذه العبارة أنها نبوة فى حد ذاتها ، لأن عاموس يتحدث عن اليوم الذى سيُقِيم الرب فيه خيمة داود الساقطة .

 

- وكانت بداية تحقُّق هذا الوعد فى أع 15: 14-17 حيث اعترف مجمع أورشليم لأول مرة بقبول الأمم فى الإيمان .

 

" أُقيم مظلة داود الساقطة "

 

- إن سقوط خيمة داود بدأ أولاً بانقسام المملكة إلى إسرائيل ويهوذا ، ثم سقوطهما معاً فى السبى ، ولم تَقُم هذه الخيمة حتى بعد الرجوع من السبى ؛ لأن إسرائيل كانت تحت الإستعمار الفارسى فاليونانى ثم الرومانى .

 

- ولم يكن لهذه المملكة أن تقوم لها قائمة إلا عن طريق خروج غصن من جذع يسى ( بيت داود ) ، وهذا الغصن لن يكون إلا المسيا ، وكان اليهود الأوائل قد لقَّبوا المسيا بلقب مبنى على إش 11: 1 " ويخرج قضيب من جذع يسَّى ، وينبت غصن من أصوله " وهو : الخارج من كوخ ساقط He who had sprung from a fallen hut" .

 

" أُقِيم "

 

- وعاموس يحدد طريقة إقامة الرب لتلك الخيمة فى ثلاث خطوات :

 

1. " أحصّن شقوقها "

 

- والكلمة " شقوق " من الممكن أن تعنى " خيام tabernacles" ، وفيها إشارة ضمنية إلى مملكة الله المنقسمة والمُمَزَّقة إلى مملكتين ، لكن الله سيجمع الأتقياء من المملكتين فى أمَّة واحدة غير منقسمة تحت قيادة مَلِك واحد " ...وأصيرهم أمَّة واحدة فى الأرض ، على جبال إسرائيل ، وملك واحد يكون ملكاً عليهم كلهم ، ولا يكونون بعد أمَّتين ، ولا ينقسمون بعد إلى مملكتين " حز 37: 21-22 .

 

2. " اُقيم ردمها "

 

- تشير مع الفقرة الأولى إلى رد restorationالمملكة من حالتها الساقطة ، فبيت إسرائيل لن يُدَمَّر تماماً " هوذا عينا السيد الرب على المملكة الخاطئة ، وأبيدها عن وجه الأرض ، غير أنى لا أبيد بيت يعقوب تماماً يقول الرب " عا 9: 8 .

 

3. " أبنيها "

 

- والكلمة هنا فى العبرية لا تعنى : يبنى to build، بل أن يُنهى البناء to finish building، وأن يستمر فى carry onبناء ، ويُوَسِع enlarge[ عا 9: 13 " ها أيام تأتى يقول الرب يُدْرِك الحارث الحاصد ، ودائس العنب باذر الزرع ، وتقطر الجبال عصيراً ، وتسيل جميع التلال " كما رأى إشعياء إش 54: 3 ، والنبى زكريا النبى فى رؤياه 2: 1-5 حتى أن أورشليم لن تحتاج بعد إلى أسوار من كثرة الناس فيها ! ] ويُجَمِل beautifyالمبنى .

 

- لكن إقامة خيمة داود الساقطة كان قد بدأ فعلياً ب :

 

أ‌. تجسَّد ابن الله ، ابن داود " ويخرج قضيب من جذع يسَّى ، وينبت غصن من أصوله " إش 11: 1 و " حَلَّ بيننا " أى : خَيَّمَ بيننا . إن حلول الرب هو فى خيمته الجديدة ، الكنيسة ، الملكوت الذى يجمع اليهود والأمم معاً ؛ لذلك كان " يكرز ببشارة ملكوت الله . ويقول قد كَمَلَ الزمان ، واقترب ملكوت الله ، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل " مر 1: 14-15 .

 

ب‌. ثم كانت الخطوة الثانية والبارزة فى إقامة خيمة داود هى فى انسكاب الروح القدس فى يوم الخمسين على اليهود والأمم الآتين من كل أنحاء الأرض للإحتفال بعيد الحصاد اليهودى ، وأعلنها بطرس واضحة " لأن الموعد هو لكم ولأولادكم ، ولكل الذين على بُعْد ، كل مَنْ يدعوه الرب إلهنا " أع 2: 39 .

 

ت‌. ثم تزداد إقامة الخيمة الساقطة بتأسيس مركز أممى فى أنطاكية سورية للعمل الكرازى المسيحى مستقلاً عن أورشليم أع 11: 19-26 ، واعتراف مجمع أورشليم به أع 15 .

 

" كأيام الدهر "

 

- وتعنى كما كانت فى سالف عهدها ، فى إشارة إلى الوعد فى 2صم 7: 11-12، 16 " ...والرب يخبرك أن الرب يصنع لك بيتاً ...أقيم بعدك نسلك الذى يخرج من أحشائك ، وأثبّت مملكته...وأنا أثبّت كرسى مملكته إلى الأبد...كرسيك يكون ثابتاً إلى الأبد " حيث يبنى الله بيتاً لداود ، ويُقيم نسله من بعده ، ويُثبت عرشه للأبد ، ليبقى بيته ومملكته أمام الرب للأبد .

 

 

" لكى يرثوا بقية أدوم "

 

- أمَّا لماذا خُصَّ الأدوميون هنا بالذِكر ، فهذا يعود إلى المواقف العدائية التى اتخذوها بإزاء شعب الله ، على الرغم من انتسابهم إلى اليهود ، إلا أنهم كانوا أكثر عداوة لليهود من كل الأمم الأخرى " من أجل ظلمِكَ لأخيك يعقوب ، يغشاك الخِزى وتنقرض إلى الأبد . يوم وقفتَ مُقابله ، يوم سَبَتِ الأعاجم قدرته ، ودخلت الغرباء أبوابه ، وألقوا قرعة على أورشليم ، كنتَ أنت أيضاً كواحد منهم " عو 10-11 . إذن أدوم هنا هى رمز للأمم العدائيين . وعلى هذا الأساس تنبأ عوبديا النبى بأن عقاباً سوف ينزل على الأدوميين .

 

- لكن ستكون هناك " بقية أدوم " الذين سينجون من الأقضية التى تقع على أدوم ، وفى ذلك إشارة لنبوة بلعام بأن أدوم ينبغى أن تكون ملكاً لإسرائيل " ويكون أدوم ميراثاً ، ويكون سعير أعداؤه ميراثاً . ويصنع إسرائيل ببأس " عد 24: 18 .

 

" وجميع الأمم الذين دُعِىَ اسمى عليهم "

 

- ويقول يعقوب أخو الرب إن " سمعان قد أخبر كيف افتقد الله أولاً الأمم ، ليأخذ منهم شعباً على اسمه " أع 15: 14 . إن كلمة " شعب " هنا فى اليونانية هى التى تشير إلى شعب الله المختار ، فشعب الله المختار لم يكن من البدء هو اليهود فقط بل والأمم أيضاً الذين وعد الرب أن يضمهم إلى شعبه وبيته " وأبناء الغريب الذين يقترنون بالرب ليخدموه وليُحبوا اسم الرب ليكونوا له عبيداً ، كل الذين يحفظون السبت لئلا ينجسوه ، ويتمسكون بعهدى . آتى بهم إلى جبل قدسى ، وأفرحهم فى بيت صلاتى ، وتكون مُحرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحى ؛ لأن بيتى بيت الصلاة يُدْعَى لكل الشعوب . يقول السيد الرب جامع منفيي إسرائيل ، أجمع بعد إليه إلى مجموعيه ( المهتدين من الأمم proselytes" إش 56: 6-8 .

 

- وهذا ما أكَّده الرب يسوع حين قال " ولى خراف أ‘خَر ليست من هذه الحظيرة ، ينبغى أن آتى بتلك أيضاً ، فتسمع صوتى ، وتكون رعية واحدة ، وراعٍ واحد " يو 10: 16، " ويُصَالِح الإثنين ( اليهود والأمم ) فى جسد واحد ، مع الله ، بالصليب...لأن به لنا كِلَيْنا ( اليهود والأمم ) قُدُوماَ فى روح واحد إلى الآب . فلستم إذاً بعد غرباء ونُزُلاً ، بل رعية مع القديسين ، وأهل بيت الله " أف 2: 16 ، 18.

 

" ...يقول الرب الصانع هذا "

 

- أى أن ما ذكره عاموس النبى فى القرن الثامن قبل الميلاد ( 790-780 ق.م ) ، وما قاله يعقوب أخو الرب فى القرن الأول الميلادى أع 15: 17 ، من قيام خيمة داود الساقطة لتضم اليهود والأمم داخلها ، إنما يمثل خطة إلهية معلومة عند الرب منذ الأزل ، وهى ليست من عمل إنسان ما وإنما هى من أعمال الرب العجيبة !

 

• والتاريخ يشهد بأعمال الله فى إقامة وبناء وتوسيع " خيمة داود " كالآتي :

 

- وُلِدَ يسوع المسيح سنة 4ق.م : وصعد إلى السماء عام 29م ، حيث وضع بذار هذه الخيمة . ومن سنة( 29-35م ) كانت المسيحية الوليدة تتعرض لاضطهاد شرس من اليهود بقيادة شاول الطرسوسى .

 

- وفى سنة 43م تجدَّد شاول الطرسوسى : وقام بإرسالية كرازية نشطة فى حوض البحر الأبيض المتوسط لليهود والأمم ، وأصبح للمسيحية مواطئ قدم فى مدن رئيسية مثل أثينا وأنطاكية وكورنثوس وروما ، إلى أن قُتِلَ على يد نيرون عام 65م .

 

- وأثناء حُكْم الأباطرة الرومان :

 

أ‌. حُكْم "ماركوس أوريليوس" ( 161-180م ) تعرضت المسيحية لاضطهاد قاسٍ من هذا الإمبراطور ، ومع ذلك صارت ديانة الغالبية فى الجزء الشرقى من الإمبراطورية ، وكانت تتحدى أقوى الديانات الوثنية فى ذلك الوقت مثل : عبادة مِثرا إله النور عند الفرس .

 

ب‌. وفى سنة( 249م) تعرضت المسيحية لحملة اضطهاد واسعة على يد الإمبراطور "ديسيوس" ، وكان آخر الإضطهادات على يد "دقلديانوس" سنة( 303م) . لكن المسيحية كانت قد أصبحت هى الديانة السائدة فى معظم العالم الرومانى !!! وتأكَّد الجميع أنه لا تُوجَد قوة تقدر على إعاقة المسيحية فى كل بلاد الإمبراطورية .

 

ت‌. وفى سنة( 313م) رفع الإمبراطور "قسطنطين" بإصداره مرسوماً عُرِفَ ب" مرسوم ميلان " المسيحية إلى مستوى الديانة الشرعية على قدم المساواة مع كل الديانات الوثنية . ولمَّا تصاعدت المنافسة بينه وبين غريمه "مكسينتوس" يقول التقليد إن قسطنطين رأى فى حُلْم صليباً فى السماء مع هذه الكلمات " بهذه العلامة تغلب " وهذا ما حدث بالفعل ! فأصدر مرسوماً بعد انتصاره وضح منه تحيُّزه للمسيحية .

 

ث‌. وفى أواخر القرن الرابع أثناء حُكْم "جراتيان" و"ثيودوسيوس" توقفت الحكومة عن تدعيم دور العبادة الوثنية ، وحوَّلت ذلك الدعم المالى إلى الكنيسة المسيحية .

 

ج‌. وفى عام( 395م) جعل الإمبراطور "ثيودوسيوس" المسيحية هى الديانة الرسمية للدولة .

 

ح‌. وفى أقل من( 300سنة) لاحقة وبالرغم من كل العوائق أصبحت المسيحية هى الديانة الرسمية لكل العالم الرومانى .

 

خ‌. وفى أوائل القرن الخامس بدأ تدمير مذابح وهياكل وثنية ، ومع منتصف القرن الخامس كان يتم إزالة وإبادة العبادات الوثنية بالقوة .

 

د‌. لكن كانت قد بدأت البابوية فى الظهور مع القرن السادس ، وبدأ الفساد يدب فى الكنيسة .

 

• نشأةالإسلام فى شبه الجزيرة العربية سنة 570م :

 

أ‌. كديانة تنادى أساساً بالوحدانية ، إذ رفض محمد قبول الله الثالوث ! والخلاص قائم على العمل بالشريعة كما أُعلِنَت له فى القرآن ، فالخضوع لله ( إسلام ) هو السِمَة التى ميَّزت الإيمان الإسلامى .

 

ب‌. مات محمد سنة( 632م) وكان أغلب الجزيرة العربية قد تحوَّل إلى الإسلام .

 

ت‌. ثم انتشر الإسلام فى عهد أول أربع خلفاء إلى الغرب والساحل الشمالى لأفريقيا أى حتى سنة( 656م) أى سيطر على أكثر من نصف العالم المسيحى !

 

ث‌. وكان الزحف الإسلامى قد توقف فعلياً سنة 732م عند مدينة بواتييه فى فرنسا ليتراجع إلى أسبانيا .

 

ج‌. ثم تأسست الدولة الفاطمية عام( 909م) فى شمال أفريقيا ، وفى عام( 969م) أصبحت عاصمتها القاهرة !

 

ح‌. وشهد القرن11 سقوط الدولة العباسية على يد السلاجقة الأتراك ، وهم شعب تتارى أو منغولى ، استمر حُكمهم حتى( 1258م) حيث اقتحم أحد أبناء جنكيز خان بغداد ووضع نهاية الدولة العباسية .

 

حركة الإصلاح الدينى فى أوربا بدءاً من سنة 1300 – 1650م :

 

أ‌. بدأت الثورة الدينية أولاً فى ألمانيا مبكراً بقيادة توماس كيمبس سنة 1300م ، وهاجم فيها الفساد المالى والأخلاقى للبابوية . كما أن اختراع الآلة الطابعة ساهم فى أن يدرس الشعب الألمانى الكتب المقدسة بعناية ، وفى نفس الوقت ينتقدوا جهل رجال الدين الألمان .

 

ب‌. فى عام 1320م قام جون وكليف بمهاجمة انتهاكات الكنيسة البابوية .

 

ت‌. فى سنة 1415م يتم حرق جون هس بتهمة التجديف .

 

ث‌. بعد ذلك جاء العثمانيون الأتراك من وسط أسيا مثل السلاجقة ، وأسقطوا القسطنطينية عام( 1453م) ، وهو ما أنهى الإمبراطورية البيزنطية .

 

ج‌. ثم جاء دور مارتن لوثر الراهب الأوغسطينى ، وأستاذ اللاهوت فى جامعة وتنبيرج فى ألمانيا ، والذى بدأ يلتفت إلى :

 

1. مسألة الخلاص الأبدى من سنة 1508م . وكانت الكنيسة البابوية تُعَلِم بأن الإنسان لا يستطيع أن يحصل على الخلاص إلا بالأعمال الصالحة ، لكن لوثر شعر أن الإنسان فاسد جداً فى نظر الله لدرجة أن تعجز الأعمال الصالحة مهما كان مقارها على أن تخلصه . وبينما كان يتأمل فى أحد الأيام فى رسالة رومية " متبررين مجاناً بنعمته " أدرك أن مشكلته قد حُلَّت . فالإنسان يخلص إذا آمن أن ذبيحة المسيح قد وَفَّت عنه كل عقاب خطاياه .

 

2. ثم توصل لوثر إلى تعليمه الشهير " التبرير بالإيمان " وذلك فى مقابل الكنيسة الرومانية البابوية وتعليمها بأن " التبرير هو بالفرائض والأعمال الصالحة " .

 

3. وفى 1517م يكتب مارتن لوثر اعتراضاته ال95 ، وفى عام 1520م يجحد البابا لوثر ، وفى نفس العام يثور زوينجلى من زيورخ على بابا روما ، وفى 1521م يُقطع لوثر من الكنيسة البابوية .

 

4. وانتشر التعليم اللوثرى فى كل ألمانيا إلى يوم موت لوثر فى 1546م .

 

5. وفى سنة 1509م يكسب جون كلفن فى فرنسا أنصاراً كثيرين . وهو دارس للاهوت والقانون فى باريس . اهتم بتعليم لوثر ، وفى عام 1533م ترك الكاثوليكية وكان يحلم بإعادة الكنيسة لنقاوتها الأولى . ولما قام الإضطهاد عليه هرب إلى جنيف فى سويسرا واستقر هناك بقية حياته . فى 1536م يكتب كلفن مؤلفه العظيم " أسس الديانة المسيحية " ، وهى من أعظم ما كُتِبَ فى اللاهوت النظامى على الإطلاق ، وبخاصة طبعة 1559م وهى أنضج أفكاره اللاهوتية . رأى كلفن أن الله بعلمه السابق عرف مَنْ سيخلص ومَنْ سيهلك ، ولذلك كان مُعَيَّناً منذ الأزل المُخَلَّصون والهالكون . وكان يرى أن السلوك الأخلاقى القويم هو علامة الشخص المختار من الله . فى عام 1560م تأسست الكنيسة الكالفينية فى اسكتلندا !!! قُتِلَ على يد أليزابيث ملكة إنجلترا عام 1587م ، لكن كان قد ربح كل اسكتلندا ، وفرنسا ، وبولندا ، وهنجاريا ، للتعليم المشيخى .

 

الإكتشافات الجغرافية والعالم الجديد فى القرن 15 :

 

أ‌. فى القرن 15 دار البرتغاليون بامتداد الساحل الغربى لأفريقيا ، وعندما داروا حول رأس الرجاء الصالح أكتشفوا أنهم فى المحيط الهندى ، فقاموا برحلات عديدة إلى الهند والشرق الأقصى .

 

ب‌. حاول الأسبان الوصول إلى الشرق الأقصى بالابحار غرباً ، وهكذا اكتشف كولومبوس الأمريكتين .

 

ت‌. نتج عن اضطهاد الكنائس المنشقة فى أوربا الفرار إلى أمريكا الشمالية ، وقام المهاجرين الأوائل . بتأسيس جالية من الكالفينيين فى مدينة بلايموث فى ولاية ماساتشوستس سنة 1620م ، ثم التطهريون فى خليج نفس الولاية ، واستقر الكاثوليك فى ميريلاند تبع ولاية بنسلفانيا .

 

ث‌. وفى 1726-1770م أتى المعمدانيون والميثودست والمشيخيين واللوثريين ، وكانت نهضة إنجيلية كبرى .

 

ج‌. ومع استقلال أمريكا سنة 1776م نشطت الكنائس المشيخية والمعمدانية حتى على الصعيد السياسى . ويبلغ معدل عضوية الكنائس فى أمريكا اليوم حوالى 60% من نسبة السكان ، وهو أعلى معدل فى الدول الغربية ، ومعظم السكان من الإنجيليين

 

ح‌. فى سنة 1865م أعدَّ جيمس هدسون تيلور أكبر إرسالية فى العالم وكانت إلى الصين ، ومع نهاية سنة 1882م استقر المرسلون فى كل مقاطعات الصين ما عدا ثلاثاً منها . واستطاع الكاثوليك الإنتشار هناك أكثر من البروتستانت .

 

خ‌. وفى مصر كان أعظم إنجاز هو طبع النسخة الأولى من ترجمة فاندايك سنة 1865م للكتاب المقدس باللغة العربية .

 

د‌. فى سنة 1882م أرسلت الكنيسة المشيخية الأمريكية مرسلين إلى مصر ، وأسسوا جمعية الكنيسة الإرسالية .

 

ذ‌. وبعد الحرب العالمية الأولى قاد مصطفى كمال أتاتورك اتجاهاً علمانياً لتجديد تركيا ، لكن كانت النهاية أيضاً للإمبراطورية الإسلامية وسقوط دولة الخلافة العثمانية فى تركيا سنة 1922 ، وفى سنة 1928م لم يعد الإسلام دين الدولة الرسمى !!!

 

• ملاحظات هامة على عمل الرب فى إقامة

خيمة داود الساقطة فى أنحاء العالم :

 

أ‌. مع بداية ازدهار الكنيسة الكاذب بدءاً من سنة 500م ، ونشأة البابوية ، وتركز كل السلطات فى يد البابا ، ونقل العاصمة إلى القسطنطينية ، واحتدام التنافس مع روما ، والذى أدَّى إلى الإنقسام بين الشرق والغرب سنة 1054م ، كان الرب يُعِد لظهور الإسلام فى شبه الجزيرة العربية سنة 570م ، والذى فى خلال 100عام فرض سيطرته على أكثر من نصف العالم المسيحى !

 

ب‌. وبعد 650 سنة كان أن وصل الإسلام إلى قمة ازدهاره فى عهد الدولة العباسية ، فما كان من الرب إلا وأن أرسل أحد أحفاد جنكيز خان من السلاجقة الأتراك ، من وسط أسيا ، لِيُسقطوا الدولة العباسية فى بغداد سنة 1258م ، ويُحِدُّوا من قوة الإمبراطورية الإسلامية . وبعد الحرب العالمية الأولى قاد مصطفى كمال أتاتورك اتجاهاً علمانياً لتجديد تركيا ، لكن كانت النهاية أيضاً للإمبراطورية الإسلامية وسقوط دولة الخلافة العثمانية فى تركيا سنة 1922 ، وفى سنة 1928م لم يعد الإسلام دين الدولة الرسمى !!!

 

ت‌. ولمَّا كان الفساد قد بدأ يدب فى المسيحية نتيجة سيطرة البابوية ، وانقسام الكنيسة ، وانتشار الإسلام ، كان الرب يُعِد حركة الإصلاح الدينى فى أوربا بدءاً من 1300-1650م بقيادة توماس كيمبس وجون ويكلف وجون هس ولوثر وكلفن وآخرين .

 

ث‌. ولما رأى الرب أن المجال يضيق بالمصلحين نتيجة الإضطهاد الشديد ضد الكنائس المنشقة فى أوربا ، كان أن أعدَّ الرب حركة الإكتشافات الجغرافية فى القرن 15 واكتشاف الهند والصين والأمريكتين ، وهى المناطق التى فر إليها المسيحيون الإنجيليون من أوربا ، وبدأوا الإنتشار فى الأمريكتين بدءاً من سنة 1620م ، وهم اليوم يمثلون 60% من نسبة السكان .

 

ج‌. ثم فى سنة 1865م أرسل جيمس هيدسون تيلور أضخم إرسالية إلى الصين ، ومع سنة 1882م كانت المسيحية قد انتشرت فى كل مقاطعات الصين ما عدا 3 منها .

 

ح‌. وفى مصر وفى سنة 1865م كان أعظم إنجاز هو طبع النسخة الأولى من ترجمة فاندايك للكتاب المقدس باللغة العربية . ثم سنة 1882م أرسلت الكنيسة المشيخية الأمريكية مرسلين إلى مصر ، وأسسوا جمعية الكنيسة الإرسالية .

إن خيمة داود بحسب قول الرب هى :

" ...كنيستى ، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها " مت 16: 18 .

ا