الرئيسية شخصيات تأملات كتابية الظنون الوهمية

الظنون الوهمية

تأملات كتابية روحية:

95. الظنون الوهمية

"هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، ومستأثرين كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ،" (2كو10 : 4)

الأوهام عبارة عن أمور خادعة لأنها تعرض الحقيقة بصورة مغلوطة. وتشوُّه الواقع، وتؤثر في حواس الإنسان الخمسة. البصر، السمع، اللمس، التذوق والشم.

نري الأوهام في مظاهر كثيرة. كالرغبة في الربح السريع التي تقود الكثيرين إلي اليانصيب واللعب بأوراق النرد (الثلاث ورقات)،

وتصًور الأفلام السينمائية القصص الخيالية كأنها حقيقية.

يعيش البشر في الأوهام مثل التفاؤل من (اللون الأبيض) ورقم (14) والتشاؤم من اللون الأسود ورقم (13)

أنواع الظنون الوهمية

• الوهم الغريب:هو الوهم الذي يتسم بعدم القابلية للتصديق كأن يعتقد الشخص بوجود غزاة من عالم الفضاء

• الوهم محتمل الحدوث.يعتقد الشخص أنه تحت المراقبة المستمرة

• الوهم المزاجي:يكون متوافقًا مع حالة الاكتئاب أو الهوس التي يعاني منها المريض. أن يعتقد الشخص أن عظمته المطلقة لا يضاهيه فيها أحد.

• وهم القهر :وهو معتقد بأن شخصًا أو مجموعة من الناس أو قوة خارجية تسيطر على أفكاره

• وهم الخيانة:يعتقد الشخص من يحبه يخونه مع شخص آخر. وينشأ هذا الوهم عن الغيرة المرضية؛ ويقوم الشخص المصاب به بجمع"الأدلة"عن هذه الخيانة

• وهم الشعور بالذنب:يشعر الشخص بالذنب إلى درجة تسيطر فيها عليه هذه المشاعر، يعتقد الشخص أنه قام بارتكاب جريمة فظيعة وينبغي تطبيق أقسى عقاب عليه.

• وهم قراءة الأفكار:أن الآخرين يمكنهم معرفة ما يدور في عقله من أفكار

• وهم الإشارة:قد يعتقد الشخص أن أقوال الناس تحمل بين السطور رسائل هو المقصود بها.

• وهم الهوس:ويجعل من يصاب به يعتقد أن شخصًا آخر يحبه ويتم ذلك عادةً - من وجهة نظر الشخص- عن طريق إيماءات أو إشارات أو تخاطر.

• وهم العظمة:ويعتقد المصاب أنه يتمتع بقوى أو قدرات خاصة تميزه عن سائر البشر

• وهم الاضطهاد:شعور الشخص بأن هناك من يتعقبه ويريد التخلص منه وأن الناس تكرهه

• الوهم الديني:ويشمل مضمونا دينيًا.وقد يتحد مع وهم العظمة فيعتقد الشخص أنه إله

• وهم الإصابة بداء:عادةً ما ينطوي هذا الاعتقاد على فكرة إصابة الجسم بأحد الأمراض وفيه يعتقد الشخص أن جسده يغزوه ميكروب أو بكتيريا خاصة

• وهم الاكتفاء بالحياة الزمنية: هناك من يتوهم أن المهم هو الحياة الأرضية: ويهمل كل ما يتعلق بحقائق الأبدية. ويقول الكتاب"لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه." (مر 8 : 36)

• وهم السعي إلي اللذة الجسدية: يقول البعض، نشعر بأننا نعمل ما يلذ لنا. لا نميز بين الخطأ والصواب. يعلمنا الكتاب المقدس، "لا تضلوا. الله لا يشمخ عليه. فان الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا.. (غل 6: 7)

• وهم الاعتقاد بأنه لا توجد أبدية: لا يهتم البشر فيما سيأتي بعد الموت. قد أقنعهم الشيطان، أنه لا يوجد شيء بعد الحياة، وقال الرب"لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" (مت 10: 28)

•  وهم الاعتقاد بأنه لا عقاب علي الخطية: يتوهم البعض بأن الكل ذاهب إلي السماء وليس احد سيذهب إلي الجحيم. أعد الله جهنم للشيطان وأتباعه و يقرر الكتاب المقدس أن من يقع في شباك الشيطان سيتبعه إلي الجحيم"ثم يقول أيضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (مت 25: 41)

• وهم البر الذاتي: "ليست أعمالي رديًة": "أنا لست رديئا""يمكنني أن اذهب إلي السماء لأنني بار لا افعل الشر"مع أن الكتاب يعلن أنه لا يوجد إنسان واحد صالح "إذ الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو 3: 23) ويقول : "وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا" (اش 64: 6)

• وهم عدم الجدوى: "حالتي مستعصية": "أنا ردئ جدا وغير قابل للعلاج."هذا خداع يتوهمه كثيرون. نعم جميعا أخطأنا لكن الله يسعي لإنقاذنا"كل ما يعطيني الآب فاليّ يقبل ومن يقبل اليّ لا أخرجه خارجا" (يو 6: 37)

وكل أنواع الأوهام مصدرها الشيطان الذي هو كذًاب وأبو الكذاب. من بدء الخليقة وهو يحاول خداع الناس بالعصيان علي الله. ونحن نحتاج أن نميز بين الحقيقة والوهم

يدعونا الله أن نقبل إليه لأنه يحبنا. ليس لصلاح فينا بل لأننا خليقته العزيزة، دليل حبه أن الآب أرسل ابنه الوحيد لفدائنا"ولكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8)

عندما مات المسيح علي الصليب فتح الطريق أمام الخطاة نظيري ونظيرك ليرجعنا إلي الله وكانت الخطية دين علينا يحتاج لمن يوفيه وقام الرب بسداد الدين. كانت الخطية حكما قضائيا وتعأمل المسيح معه علي الصليب وكانت الخطية حملا ثقيلا يحتاج إلي من يرفعه. قام المسيح بهذا العمل.

يستخدم الله كل الوسائل ليجذب الناس لأدراك حاجتهم إليه:

"لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين" (اع 26: 18)

طبيب الظنون الوهمية

انتابت تلاميذ المسيح بعض الأوهام والاضطراب والخوف الشديد وجاء إليهم الرب وأزال مخاوفهم، بعد معجزة اشباع الجموع، الزم الرب التلاميذ النزول إلي العبر. وبعد أن صرف الجموع وقضي معظم الليل في الصلاة، في الهزيع الرابع، كانت السفينة معذًبة من الأمواج، سار الرب إليهم علي البحر"لما أبصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال. ومن الخوف صرخوا فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا. أنا هو. لا تخافوا" (مت 14 : 26-  27)

"فلما رأوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا....قال لهم أنا هو لا تخافوا" (مر 6 : 49)

"فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس وعشرين او ثلاثين غلوة نظروا يسوع ماشيا على البحر مقتربا من السفينة فخافوا. فقال لهم انا هو لا تخافوا" (يو 6 : 19، 20)

وبعد قيامة المسيح من الأموات، كان التلاميذ مجتمعين خلف الأبواب المغلقة. ظهر لهم يسوع فجأة. فظن التلاميذ أنهم يرون خيالا. لم يصدقوا عيونهم: لا بد أنهم مسحوا عيونهم عدة مرات في دهشة شديدة. كانوا متيقنين من موته منذ يومين. كيف دخل والأبواب مغلقة؟

"ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم" (يو 20 : 19)

"وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم. فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحا.فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم. انظروا يديّ ورجليّ اني أنا هو. جسًوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه. وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم أعندكم ههنا طعام. فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل. فأخذ وأكل قدامهم" (لو 24 : 36، 43)

 عزيزي لا تسقط في شراك الوهم.تعال إلي الله، ضع ثقتك فيه وهو سينقذك من الخوف والوهم كما شجًع التلاميذ وطمأنهم.