الكنيسة والتنظيم الكنسي

كلمة كنيسة: استخدم المسيحيون الأوائل هذه الكلمة وكانت تعني وقتئذ للذين قبلوا الإيمان بالمسيح ربًا وفاديًا لهم. فكان المؤمنين من المسيحيين (يهودًا ويونانيين) يحضرون العبادة في الهيكل والمجمع ويمارسون كسر الخبز، والصلوات في البيوت، وفي هذا العمل أجراء مزدوج- رابطة الشركة وإعالة المحتاجين.

كنيسة أورشليم

كان التنظيم بسيطًا في كنيسة أورشليم تحت قيادة الرسول بطرس ثم من بعده الرسول يوحنا وفي تعيين الشمامسة السبعة بدأ نظام «الدياكونية» أما نظام المشيخة فكان الغرض منه تدبير احتياجات الكنيسة فمرجعة للرسول بولس أ ع 14: 23

ولما أُلقي بطرس في السجن سنة 44م صارت قيادة كنيسة أورشليم من نصيب الرسول يعقوب الذي ظل في هذا المنصب وكان يسمى «الأسقفية» ولكن لم يطلق عليه لقب أسقف حتى استشهاده في سنة 63م.

كنيسة أنطاكية

كانت أنطا كية عاصمة سوريا، وكانت مدينة من الطراز الأول كانت المدينة ملتقى كل من اليونانيين، والسوريين، واليهود.

لجأ إليها الهاربون من الاضطهاد ومنها خرجت السفرات التبشيرية إلى أوروبا وتظهر فيها بصمات بولس رسول ألأمم.

كنائس أسيا الصغرى

    في سنة 100م كان حضور الكنيسة في أقاليم أسيا الصغرى واضحًا وكان العمل منتظمًا وقويًا كما ظهر عدد من الكتاب المسيحيين  مثل كلمنت وأغناطيوس وبوليكاريوس.

 وكان المسيحيون ينظرون إلى أنفسهم أنَّهم جنس مختار. وقد كانت الحياة المسيحية تسير في خطيين متوازيين، العبادة من قراءة الكلمة، وشرحها، والصلاة، والتسبيح، وكسر الخبز، والخط الثاني فعل الخير، والتوزيع.

التنظيم الكنسي

ما من سؤال في تاريخ الكنيسة كان مثار جدل وحوار أكثر من السؤال حول النظام الرئاسي للكنيسة وتطوره.

لم يكن لكل المنظمات المسيحية شكل واحد، بل كانت هناك أنماط مختلفة في جهات متفرقة. ولكن في منتصف القرن الثاني الميلادي تم التوصل إلى شبه نظام متفق عليه. ولم يكن لكنائس الأمم رؤوسا بمعنى الكلمة.

كان الرسول بولس يعزي كل الخدمات في الكنيسة من أي نوع إلى عطية الروح القدس مباشرة للخدمات المتنوعة ويوضح الرسول بولس في أيامه ثلاثة منها هي (رسل-أنبياء-معلمون).

 ثم صار في الكنيسة من يؤدون خدمة دائمة متفرغة ومتخصصة كما في كنيسة فيليبي وأفسس.

 الكنيسة الجامعة:

حتى الثلث الأخير من القرن الثاني احتفظت الكنيسة باللقب«الكنيسة الجامعة» وكلمة «جامعة» أستخدمها أغناطيوس لأول مرة بالفكر ألأفلاطوني مقابل «التخصيص».

 وهكذا خرجت الكنيسة من الأغناطيوسية والمنتانية بالكنيسة الجامعة بنظامها الأسقفي القوي، ومبدأ موثوق به، وإقرار إيمان فعال.

 إنَّها الكنيسة التي تختلف عن كنيسة العصر الرسولي ولكنها حفظت المسيحية التاريخية وحملتها وسط أزمات طاحنة.

كنيسة الدولة: من 180- 260 ميلادية

يعتبر عام 180 بدء انحلال الإمبراطورية الرومانية مع أنَّ عوامل انحلال بدأت قبل ذلك. وأما الكنيسة فكانت رغم ذلك تنمو نموًا واضحًا وأزداد عدد الحضور في اجتماعات الكنيسة وفي بعداءة القرن الثالث كان انتشار المسيحية بين المتكلمين باللغة اللاتينية ولم يقتصر بعد على الناطقين باللغة اليونانية كما كان من ذي قبل.

وفي مصر تغلغلت المسيحية بين المواطنين المصريين وتعمق مفهوم المسيحية بينهم وأصبحت الكنيسة على درجات متفاوتة مع الدولة حسب رغبة الأباطرة.

وفي أواخر القرن الثالث صدر قرار إدانة الكنيسة وأصبح لا حق لها في الوجود، وزاد ألإحساس بعدم الأمان ومنعت اجتماعات الكنيسة. وبالرغم من كل هذا الصراع العنيف خرجت الكنيسة أقوى مما كانت قبلاً.