الجسر

تأملات كتابية روحية:

74. الجسر

كان الأخوان متحابين، يعيشان في توافق تام بمزرعتهما، يزرعان معا ويحصدان معا. كل شيء مشترك بينهما، جاء يوم اندلع الخلاف بينهما. بدأ هذا الخلاف بسوء تفاهم بسيط، لكن رويدا، رويدا اتسعت الهوة واحتد النقاش. تبعه صمت استمر عدة أسابيع.

 

ذات يوم طرق شخصا ما باب الأخ الأكبر، كان عاملا ماهرا يبحث عن عمل. نعم أجابه الأخ الأكبر "لدي عمل لك" هل تري الجانب الأخر من الترعة، حيث يقطن أخي، لقد أساء إلي وسبب لي الكثير من الآلام وانقطع الحوار بيننا.

أريد أن اثبت له أنني قادر علي الانتقام منه.

هل تري قطع الحجارة التي بجوار المنزل. أريدك أن تبني سورًا مرتفعا لآني لا أريد أن أراه ثانيًا.

أجابه العامل اعتقد أني قد فهمت الأمر. أعطي الأخ الأكبر العامل الأدوات اللازمة للعمل. ثم سافر تاركا إياه لمدة أسبوع كامل. عند عودته من المدينة كان العامل قد أتم العمل. لكن يا لها من مفاجأة بدلاً من أن يبني سورًا بني جسرًا بديعًا.

 في تلك اللحظة خرج الأخ الأصغر من منزله وجري صوب أخيه قائلاً: "يا لك من أخ رائع تبني جسرًا بيننا رغم كل ما بدا. إنني فخور بك"

 

بينما كان الأخوان يحتفلان بالصلح، اخذ العامل يجمع الأدوات استعدادا للرحيل، قال له الأخوان في صوت واحد لا تذهب انتظر يوجد هنا لك عمل".

لكنه أجابهما كنت -يد البقاء للعمل معكما لكنني ذاهب لبناء جسور أخري". فلنكن ينائين جسورا بلن الناس ولا نبني أسوار تفرق بينهم

فلنكن الرجال والنساء الذين يعملون للسلام والوحدة بين الناس.

ليبارككم الله علي كل الجسور التي تشيدونها.