الرئيسية مقالات في تاريخ الكنيسة المصلحون والكنيسة

المصلحون والكنيسة

مارتن لوثر
في 10 نوفمبر سنة 1483ولد مارتن لوثر وتخرج من الكلية في سنة 1505 بدرجة ماجستير في الفنون وكان دائم الإحساس بفساد طبيعته وحاجته إلى الخلاص مما جعله ينهي دراسته في القانون  ويلتحق بأحد الأديرة في 17 يوليو 1505م ثم رسم كاهنًا في سنة 1507 وحصل على الدكتوراه في اللاهوت في سنة 1512م.

بعد ذلك صارت هناك اجتماعات أنجيلية في أماكن متفرقة في ألمانيا مما جعل لوثر يصدر كتاب تنظيم العبادة في سنة1523م.
تعتبر سنة 1517 وبالذات 31 أكتوبر من تلك السنة يومًا حاسمًا في تاريخ الكنيسة المسيحية. ففي ذلك اليوم أعلن مارتن لوثر اعتراضاته  الخمسة والتسعين ضد صكوك الغفران على أبواب كاتدرائية وتنبرج. استعدادا لمناقشتها علنًا وتحمل مسؤوليتها.ولو عرفنا مدي السلطان التي كانت تتمتع به الكنيسة إذ ذاك..السلطان الذي كاد أن يكون مطلقًا،لتصورنا مقدار المغامرة التي نوى لوثر أن يخوضها. وأنقذ الله لوثر من فم الأسد، ومن ذلك اليوم بدأ الإصلاح البروتستانتي الشهير.
جون كلفن
ولكن لوثر لم يكن وحيدًا في تلك المعمعة، فإلى جانب الأبطال الذين سبقوه من أمثال جون ويكلف وجون هس، كان هناك من عاصره وسانده في معركته الطويلة مثل زونجلي وملانكثون ولعل أعظم معاصريه طرا، ولعله واحد من أعظم معلمي المسيحية في كل عصورها هو جون كلفن،وذلك الشاب الفرنسي الذي أعده أبوه لكي يكون محاميًا، ولكنه بعد وفاة والده تحول إلى دراسة الأدب، ثم تحول فجأة إلى دراسة اللاهوت بعد أن أعتنق المذهب البروتستانتي، ثم كتب وهو في سن السادسة والعشرين أشهر كتبه جميعًا- النظم المسيحيةChristian Institutes .
وأعظم ما امتاز به كلفن وبز فيه كل زعماء الإصلاح، بما فيهم لوثر نفسه، هو عبقريته التنظيمية، وظهرت هذه العبقرية واضحة في علمه في مدينة جنيف. فقد عزم أن يجعل من هذه المدينة كلها كنيسة قوية، فأعلن أن المسيحية والتعليم مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، ومن يرد مسيحية قوية فعليه أن يفتح باب الدراسة واسعًا للمسيحيين، ولهذا السبب أنشأ المدارس لتعليم الدين ثم توجها بافتتاح الدراسة الأكاديمية للدراسات ليتخرج فيها خدام الكلمة، وكان كلفن يختارهم بدقة فائقة إذ عرف مقدار أهميتهم في الكنيسة. ولكي يساعد القسيس في عمله ويعينه في مراقبة الكنيسة أنشأ له مجلس من الشيوخ. وزاد على ذلك بأن كون مجالس أخرى من جماعة الشمامسة للخدمة المادية. وبذلك يكون كلفن أول من وضع النظام المشيخي في نظام إدارة الكنيسة المسيحية.
ولكن جنيف لم تكن إلا كنيسة واحدة، فلم تزد منظماتها عن مجمع واحد. فقد اكتمل النظام المشيخي في فرنسا سنة1555م عندما تكونت الهيئات الكنسية للكنيسة المشيخية مبتدأ من مجلس الكنيسة حتى المحفل العام.  
وأنتشر هذا النظام، فتبينيه اسكتلندا عام 1560م. ثم ظهر في انجلترا رغم معارضة الكنيسة الأسقفية له ثم أيرلندا وألمانيا وغيرهما من بلاد أوروبا،ومن هنا انتقل إلى أمريكا وكندا.