الغيرة المثمرة
«حسنة هي الغيرة في الحُسنى كل حين » (غل 4: 18).
"لا تغر من الأشرار ولا تحسد عمال الإثم.... ولا تغر من الذي ينجح في طريقه.. ولا تغر لفعل الشر" (مز 37 :1و7و8).
معني الغيرة
الكلمة العبرية المستخدمة في العهد القديم هي"قانا"، وتعني الحماس العاطفي للدفاع عن شخص أو شيء ما، أو للقيام بخدمة ما مثل."غيرة الرب القدير تصنع هذا" (2مل 19 :31)
2: كما أنها قد تعني الحسد،"لا تغر من الأشرار ولا تحسد عمال الإثم.... ولا تغر من الذي ينجح في طريقه.. ولا تغر لفعل الشر" (مز 37 :1و7و8، 73 : 3) .
وقد تُرجمت الكلمة العبرية "قانا" بمعنى "الحسد" (تك 26 :14، 37 :11)، والغيرة بهذا المعنى مؤذيه لصاحبها "لأن الغيظ يقتل الغبي، والغيرة تميت الأحمق" (أي 5 : 2، أم 14 :30) .
الكلمة اليونانية المستخدمة في العهد الجديد هي"زيلو" وتحمل مفهوم "الغيرة" بمعناها الحسن، و"الغيرة"بمعناها السئ أي "الحسد". من هذا نري أن الغيرة لها شقان أحدهما إيجابي والأخر سلبي.
أولاً: الغيرة الحسنة:
«حسنة هي الغيرة في الحُسنى كل حين »غل 4: 18 والغيرة في الحسنى هي الغيرة «حسب المعرفة» وهي الغيرة «للمسيح" وليس لطائفة أو لجماعة معينة. مثل هذه الغيرة الحسنة التي عَبَّر عنها الرسول بولس بقوله للكورنثيين:
«فإني أغار عليكم غيرة الله، لأني خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح» 2 كو 11: 2. فمحبته للمسيح وللقديسين جعلته يغير لئلا يقف أي شخص أو أي شيء بينهم وبين المسيح. إنه لا يشفق على الذين يُبعدون القديسين عن المسيح بالتعاليم المُضلة.
"فإن أتى رسول أو ملاك من السماء ليكرز بإنجيل آخر فليكن أناثيما"
غل 1: 8. أن يكون القديسون مُكرَّسين للرب يسوع وحده دون أن يسمحوا لأحد أن يحوِّل عواطف قلوبهم بعيداً عنه، وكانت رغبته أنه في يوم آتٍ، يقدمهم إلى الرب يسوع أنقياء من التعاليم الفاسدة المنتشرة آنئذ.
لا خطأ في الغيرة المقدسة التي تدفع إليها التقوى ومخافة الرب والسعي لإكرامه. بل إن الله ينتظر من أولاده أن يغاروا على مجده ويطلب منهم أن يكونوا
"غير متكاسلين في الاجتهاد. حارين في الروح، عابدين الرب" (رو 12: 11) لقد بذل المسيح"نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً في أعمال حسنة"
(تي 2 :14).كما يطلب من المؤمنين أن يكونوا غيورين للمواهب الروحية لأجل بنيان الكنيسة"
(1كو 14 :12) ويقول الرسول بولس عن نفسه إنه كان"أوفر غيرة في تقليدات آبائي" (غل 1 :14)
و يقول المسيح «إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذا."
فغرض الرب هو أن يرى غيرة ونشاطاً في حياة أحبائه للقيام بأعمال حسنة باسم الرب ولمجده.
وترد عبارة"غيرة رب الجنود"عدة مرات (2مل 19 :31، إش 9 :7، 37 :35،، فالرب يغار على مجده وعلى شعبه وعلاقتهم به، كما يغار الزوج على زوجته (إش 54 :5).وقد قال الرب عن نفسه: "أنا الرب إلهك، إله غيور" (خر 20:5 كما يقول عن نفسه كالديان، إنه"لبس الانتقام كلباس، واكتسى بالغيرة كرداء... هكذا يجازى مبغضيه سخطاً وأعداءه عقاباً" (إش 59 :17 و18) .
ويسجل العهد القديم غيرة رجال الله الأتقياء على مجد الرب، مثل غيرة"إيليا"الذي قتل أنبياء البعل والسواري (1مل 19 : 10 و 14) ويا هو الذي قتل جميع أنبياء البعل وكل عابديه (10 :9- 26). ويقول المرنم : "غيرة بيتك أكلتني" (مز 69 :6، يو 2 :17
ثانيا: الغيرة القاتلة:
هي عاطفة أنانية تشأ عن عدم الثقة،الشك والخوف من فقدان شيء أو شخص نحبه وتسمي غيرة عمياء "حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر رديء. يع3:16.
وتغزو الغيرة القاتلة فريستها وتعلق بذهن صاحبها وتتغلغل في شخصيته حتى لا تدع جانبا من جسمه أو عقله يخلو منها وقد تصل بصاحبها إلي حد الجنون وتدفعه إلي أن يرتكب جرائم القتل في تعصب أعمي
"وكان عند مجيئهم حين رجع داود من قتل الفلسطيني ان النساء خرجت من جميع مدن إسرائيل بالغناء والرقص للقاء شاول الملك بدفوف وبفرح وبمثلثات. فأجابت النساء اللاعبات وقلن ضرب شاول ألوفه وداود ربواته. فاحتمى شاول جدا وساء هذا الكلام في عينيه وقال أعطين داود ربوات وأما أنا فأعطينني الألوف. وبعد فقط تبق له المملكة." (1صم 18: 6 – 8)
هذا ما نراه في أيامنا،من التعصب الأعمى والإرهاب البغيض بصور لا تحصي.
وترتبط الغيرة بالحسد لان كلاهما يحتوي علي الغل والحقد الناتج عن إحساس بالعجز والشعور بالنقص.
وتولد هذه الغيرة لدي الشخص مشاعر الغضب والبغضة والكراهية كما تولد الريبة والشك .ومتى دخل الشك حياة إنسان يعرضها لمشاكل عديدة .فالشخص الشكاك شخص تقلقه النظرة البريئة وتحيره الكلمة العابرة وتذهله الإشارة البسيطة، فهو يفسر اللفتة العابرة بالخيانة، ويصف التعليق العادي بالغدر يدفعه الشك الي الوساوس دون مبرر، ويثير عنده القلق دون أساس. كم من جرائم ارتكبت بسبب الشك!.
هكذا يصبح الشخص رعبا للآخرين. يدور قاموس حياته حول شخصه، حزبه وجماعته دون غيرها,
لا يقدر الإرهابي أن يحوّل عينه عن الشخص المقصود. وكلما ينظر إليه تزداد غيرته المُرّة، حتى في لحظة ما يحدث الانفجار!"مَنْ يقف قدام الحسد" (أم 27: 4).
مصطلحات خاصة به:
التكفير، التهجير والتفجير- الترغيب، الترهيب والتعذيب- التمزيق، التعويق والتلفيق، الشقاء، العناء والبلاء.
الإرهاب، الخراب والعذاب، العار، الدمار، الكفار الضياع، الخداع والارتياع
ويعيش في دائرة مظلمة وتسيطر علي عقله أفكار الغدر، القتل،الذبح، السحق، السحل، إسالة دماء الأبرياء ويردد لنفسه"من يمسنا بالماء، نمسه بالدم.""من يخالفنا الرأي، نغرقه في بحور من الدم"
يصير عدوا للناس جميعا: للأقرباء وللغرباء وعدوا لنفسه. وينتهي به المطاف إلي الجنون أو الانتحار.
أنواع التعصب:
التعصب القاتل(الأعمى): انهماك الشخص واهتمامه في حب شخص، جماعة، عقيدة، فكرة معينة
التعصب القومي: التحيز لدولة خاصة ونبذ باقي دول العالم
التعصب السياسي: الوقوف في صف حزب سياسي بكل قوة
التعصب الرياضي(الكروي) تشجيع فريق رياضي ضد الأخر
التعصب الديني وهو اقسي أنواع التعصب وأشدها تطرفا
الموقف من المتعصبين
عدونا الحقيقي ليس هو الإنسان المتعصب بل الشيطان الذي يمتلكه ويحركه. هذا ما يعلنه الكتاب المقدس "فَإِنَّ حَرْبَنَا لَيْسَتْ ضِدَّ ذَوِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ، بَلْ ضِدُّ الرِّئَاسَاتِ، ضِدُّ السُّلُطَاتِ، ضِدُّ أَسْيَادِ الْعَالَمِ حُكَّامِ هَذَا الظَّلاَمِ، ضِدُّ قِوَى الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي الأَمَاكِنِ السَّمَاوِيَّةِ." (اف 6 : 12) لهذا نحن لا نحاربهم بأسلحة مادية بل بأسلحة روحية عظيمة
أنواع أسلحة محاربتنا:
الإيمان الحقيقي بالمسيح، التشدد به والثبات فيه، استخدام كلمة الله، الحماية في دم المسيح؛ كلمة الشهادة، الصلاة، واستخدام سلطان المؤمن قوة أسلحة محاربتنا "فَمَعَ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّنَا لاَ نُحَارِبُ وَفْقاً لِلْجَسَدِ. فَإِنَّ الأسلحة الَّتِي نُحَارِبُ بِهَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ الْحُصُونِ: بِهَا نَهْدِمُ النَّظَرِيَّاتِ وَكُلَّ مَا يَعْلُو مُرْتَفِعاً لِمُقَاوَمَةِ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَنَأْسِرُ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ." (2كو 10 :3- 5)
سلطان المؤمن
"وأما كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يو 1 : 12)
المؤمن له سلطان البنوة لله وسلطان الحياة المنتصرة. يمكن إدراك هذا السلطان بالنظر إلي رجال الشرطة، نحن نفهم أن رجال الشرطة لديهم السلطان بتفويض الحكومة التي يخدمونها. عندما نسمع نفير الشرطة ونري الأنوار الكاشفة لا نتردد في التوقف عن السير. هذا معناه الخضوع لقوانين الدولة. إذا حاول رجل الشرطة إيقاف أية مركبة بقوته الجسدية لا يقدر لكنه بمجرد أن يشير بيده يتوقف سيل من المركبات،لا تتحرك إلا بإذنه. وقد يكون داخل إحدى هذه المركبات رئيس البلاد الذي بدوره يخضع للقانون.
في اسم يسوع
صار لنا السلطان الأعظم في اسم الرب يسوع المسيح. فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِليَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ. فَاذْهَبُوا إ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ؛ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِكُلِّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأيام إِلَى انْتِهَاءِ الزَّمَانِ! ».(مت 28: 18-
"فَالأمر أَشْبَهُ بِإنسان مُسَافِرٍ، تَرَكَ بَيْتَهُ، وَأَعْطَى عَبِيدَهُ السُّلْطَةَ مُعَيِّناً لِكُلِّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وَأَوْصَى حَارِسَ الْبَابِ أَنْ يَسْهَرَ." (مر13: 34)
"وقال لهم"وهذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بالسنة جديدة ويحملون حيات و أن شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون أيدهم علي المرض فيبرأون".(مر 16: 151- 8)
أعطي الرب يسوع هذا السلطان لخاصته، لكننا لا نمارسه بتأثير، ولا نستخدمه ضد الإرهاب، قد يجد رجل الشرطة مقاومة من إنسان يخالف القانون. لا يهز كتفه قائلا ان ليس لدي سلطان، لكنه يحاول القبض علي المخالف للقانون بسلطانه الشرعي؟
لنا التفويض الشرعي من حكومة السماء.وهبنا المسيح هذا السلطان السماوي. لا يجب أن نتوقف عند ظهور أي مقاومة. بجب علينا أن تصر علي الحصول علي الطاعة"ومنذ يوحنا المعمدان، ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه (مت11: 12) فَمُنْذُ أَنْ بَدَأَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ خِدْمَتَهُ وَمَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مُعَرَّضٌ لِلْعُنْفِ؛ وَالْعُنَفَاءُ يَخْتَطِفُونَهُ!(الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس-ALAB)
مقارنة بين رجل الشرطة والمسيحي صاحب السلطان
1- يعيش رجل الشرطة تحت السلطان مطيعا لرؤسائه.،نحن كمؤمنين يجب أن نفعل ما أوصانا به الرب يسوع،لا نفعل أي شخص للمتعة بل نكون خاضعين له تماما
2- يتواصل رجل الشرطة مع زملائه و رؤسائه ويخضع لتوجهيهم في كل المواقف. هكذا نحتاج أن نكون علي اتصال بقائدنا الأعلى الرب يسوع المسيح.
3- يعرف رجل الشرطة كيف يستخدم السلطان و إلا سيحطمه الخصم ويقتله. يجب أن نكون مهرة في استخدام اسلحتنا الروحية باسم المسيح.وأن نفهم مدي فاعلية كلمة الله ونستخدمها بدقة.
4- يفهم الشرطي أن القانون لا يعمل خارج حدوده. لا يمكنه القبض علي أناس لم يخالفوا القانون. علينا أن ندرك ما منحنا الرب يسوع وما لم يمنحنا إياها. ويوضح لنا الكتاب المقدس كل ما يخصنا
لنتذكر من هو صاحب السلطان الذي نستخدمه. لا يمكننا أن نستخدم السلطان ضد قوات الظلمة بمجهودنا الشخصي. لكننا نواجههم باسم يسو ع وسلطان المسيح وليس بقوتنا. ومحاولة تنفيذ السلطان خارج مشيئة الله هو افتراض خاطئ. فالأمور التي وعدنا لله بها هي أمور هامة لنا وكافية لنا أن نتمسك بها ونناضل من اجلها مهما كان الثمن و كل شيء جدير بالامتلاك يستحق الجهاد من أجله.
لنتحد معا في رفع قلوبنا إلي العلي القدير ونعلن"باسم الرب يسوع وسلطانه نوقف تيار الإرهاب"
قيل عن المتعصبين
1. "المتعصب هو الشخص الذي لا يمكن تغيير فكره"تشرشل
2."المتعصب هو الشخص الذي يهدم الاخرين، نظامهم السياسي، مصداقيتهم، لأنه طاغية"سلمان رشدي
3. "ماذا تقول لشخص يعلن أنه يفضل أن يطيع الله أكثر من الناس، وأنه نتيجة لهذا هو واثق أنه سيذهب إلي السماء عندما يدق عنقك؟"فولتير
4. "التعصب الديني والحقد هما نيران تلتهم البشرية: لا تستطيع أية قوة أن تطفئ العنف"بهاء الله
5. "يقول لك المتعصب: اترك إلهك واعبد إلهي وإلا حطمتك أنت وإلهك" فيودور ديستوفسكي.