الهيكل ومطاليب الله
تأملات كتابية روحية:
51. الهيكل ومطاليب الله الأربعة
عند تدشين الهيكل، توسل سليمان ومعه كل الشعب إلي الله في صلاة حارة. في الليل تجلي الرب لسليمان وقال له: "قَدِ اسْتَجَبْتُ صَلاَتَكَ، وَاخْتَرْتُ هَذَا الْمَكَانَ لِي لِيَكُونَ هَيْكَلاً لِلذَّبَائِحِ. فَإِنْ أَغْلَقْتُ السَّمَاءَ فَانْحَبَسَ الْمَطَرُ، وَإِنْ أمرتُ الْجَرَادَ أَنْ يَلْتَهِمَ عُشْبَ الأَرْضِ، وَإِنْ جَعَلْتُ الْوَبَأَ يَتَفَشَّى بَيْنَ شَعْبِي، ثُمَّ اتَّضَعَ شَعْبِي الَّذِي دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ، وَتَضَرَّعُوا طَالِبِينَ وَجْهِي، وَتَابُوا عَنْ غَيِّهِمْ، فَإِنَّنِي أَسْتَجِيبُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَصْفَحُ عَنْ خَطِيئَتِهِمْ وَأُخْصِبُ أَرْضَهُمْ." (2أي 7 : 14)
طلب الله أربعة أشياء محددة من سليمان ويطلب منا أيضا عملها لكي يقوم هو بدوره المعجزي.
نحتاج كشعب الله أن نحفظ هذه الأمور الأربعة في قلوبنا. ينظر الكثيرون إلي أحوال العالم الخطيرة وانحداره إلي الطغيان والاستبداد، وإلي فساد النظام السياسي ويشعرون أنه لا أمل في العودة إلي عالم يحكمه قانون عادل ودستور صحيح. لكن يوجد أمل أخير إذا قام شعب الله، الكنيسة بإنجاز الدور المنوطين به.
إذا تّواَضَعَ شَعْبِي.... وَصلوا .....وطَلِبَوا وَجْهِي، ........وَرجعوا عَنْ طرقهمْ الردية. إذا عمل شعب الله هذه الأمور الأربعة. عندئذ وعندئذ فقط يعمل الله دوره الثلاثي:
يَسْمعُ مِنَ السَّمَاءِ.... ويغفر خطيئتهم ....وَيُبرئُ أَرْضَهُمْ."
كم يحتاج عالمنا إلي إبراء...... وكم نحن في جهل وعدم إدراك كشعب الله في أن نفهم ونطبق هذه الإرشادات الأربعة.
2أي 7 : 14 تنطبق علي الكنيسة. تنطبق لأنها حق مطلق يتطبق علي زمن الوعد به وعلي كل زمن بعده. يمكن أن تنطبق النصوص النبوية علي أكثر من مجال في وقتها وفي المستقبل.
اذا تّواَضَعَ شَعْبِي.... هل يمكن أن نعتبر أن الكنيسة هي شعب الله؟
الَّذِي دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ.... هل دعي اسم الله علي الكنيسة؟ بالتأكيد نعم.
هل توجد أي تعاليم في العهد الجديد تنادي بعدم تّواَضَعَ الكنيسة...، َالصلاة .....، طَلِبَ وَجْهِ الرب، ........وَالرجوع عَنْ الطرقْ الردية؟ بالطبع لا توجد مثل هذه التعاليم. بل أن هذه التحريضات تتكرر باستمرار في العهد الجديد
أَسْمعُ مِنَ السَّمَاءِ. ...هل يسمع الله صلاة المؤمنين؟ نعم. الله يسمع صلاة المؤمنين
وَأَغْفَر خَطِيئَتِهِمْ ....هل يغفر الله خطايا المؤمنين؟؟ نعم. الله يغفر خطايا المؤمنين(1يو 1 : 8)
وَأُبرئُ أَرْضَهُمْ......هل يمكن أن يشير هذا النص إلي أرض المؤمنين؟ بيوتنا والعالم؟ طبعًا نعم، ينطلق"إبراء الأرض"علي القلب وعلي الحالة الروحية للشعب.
يستطيع الله أن يسمح للشعب الراجع إليه باسترداد بركاته في الأمة، الأسرة، قطاع العمل، الكنيسة أو الدولة—أي دولة في العالم- التي تصلي مجموعة المؤمنين فيها، كبيرة أو صغيرة، إلي اله الخليقة بالإيمان والتوبة.
ما هي متطلبات الله الأربعة؟
ماذا تعني كتابيًا؟
كيف نطبًقها علينا؟
ماذا نجني منها كمؤمنين؟
هل ننشر هذه المواعيد في كل مكان؟
إذا استطعت أن تفعل ذلك كابن لله ستجري فرقا أبدياً، "مَنْ سَمِعَ مِثْلَ هذَا؟ مَنْ رَأَى مِثْلَ هذِهِ؟ هَلْ تَمْخَضُ بِلاَدٌ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، أَوْ تُولَدُ أُمَّةٌ دَفْعَةً وَاحِدَةً؟ فَقَدْ مَخَضَتْ صِهْيَوْنُ، بَلْ وَلَدَتْ بَنِيهَا!" (اش 66 : 8)