الرئيسية قوانين الإيمان إقرارات الإيمان الإنجيلية إقرار -قانون- الإيمان للكنيسة الإنجيلية المشيخية المتحدة

التدليل الإلهي

تأملات كتابية روحية:

48. التدليل الإلهي

"لأنه هكذا قال الرب على الأيدي تحملون وعلى الركبتين تدللون. كإنسان تعزيه أمه هكذا أعزيكم أنا وفي أورشليم تعزون. فترون وتفرح قلوبكم وتزهو عظامكم كالعشب"- أش 66 : 12

• كيف يدلل الوالدان الطفل؟

يقوم أحد الوالدين بتدليل الطفل بالتحريك إلي أعلي وأسفل في تحركات متناسقة وهزًه بين اليدين والركبتين أو بالتطويح في كافة الاتجاهات، يقوم بهذا لتهدئة الطفل إذا كان غاضبا وتسكينه إذا كان يشعر بألم أو لإعداده للنوم في حضنه

• حضن الله وحضن العالم

هل جربت حضن الله عندما تكون مهموما؟ وهل جربت حضن العالم؟

عندما تكون حزينا ومكتئبا يكون أمامك أحد اختيارين وهما كوجهي العملة الواحدة، يجب أن تختار واحدا منهما ولا يمكن أن تختار شيئاً غير ذلك: حضن الله أو حضن العالم. "فقال داود لجاد قد ضاق بي الأمر جدا. فلنسقط في يد الرب لأن مراحمه كثيرة ولا اسقط في يد إنسان"2صم 24 : 14)، يواجهنا هذا الاختيار عشرات المرات في اليوم.

 ربما تعودت أن يكون الاختيار التلقائي السريع لك حضن إبليس.

 أنت لا تدرك انه يعطيك ما هو وقتي ويأخذ منك صحتك وهكذا تسير حياتك ولكن هناك من يعطى السعادة دون أن يأخذ منك شيئا. يقول الله: "أيها العطاش جميعا هلموا الى المياه والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا. هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن"أش 55 : 1

• فرحة التدليل.

تفوق لذة التدليل أي لذة أخري عند الطفل. كما أن الأم تشعر بسعادة بالغة وهي تدلل الطفل. شعر الرسول بولس بهذا الأمر نحو التسالونيكيين.

"بل كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها هكذا إذ كنا حانّين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا انجيل الله فقط بل أنفسنا أيضا لأنكم صرتم محبوبين الينا." (1تس 2 : 7 -8)

الوالدية عاطفة في الجميع. كلنا لنا والدين أو نحن أنفسنا والدين. وكلنا يدرك جيدا أمر تكريس الوالدين ذواتهم لتربية الأولاد. هل قرأنا جيدا وأدركنا معني المكتوب في(اش 66 : 12)"على الأيدي تحملون وعلى الركبتين تدللون."BE. DANDLED

بدوري لم أكن اعرف أنه يوجد تعبير"تدللون في المكتوب. هنا يخاطب الله شعبه بلغة الأم الحاضنة. توجد صلة وثيقة بين الله والأم. ذكر اشعياء الأم وهي تلد الطفل في أيان سابقة فقال :

"قبل أن يأخذها الطلق ولدت. قبل أن يأتي عليها المخاض ولدت ذكرا من سمع مثل هذا. من رأى مثل هذه. هل تمخض بلاد في يوم واحد. أو تولد امة دفعة واحدة. فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها. هل انا أمخض ولا أولد يقول الرب. أو أنا المولد هل أغلق الرحم قال إلهك" (اش 66 : 7 – 9)

 ثم ينتقل إلي الرعاية الخاصة في الحضانة و الرضاعة. ويتقدم

ليؤكد لشعبه: "على الأيدي تحملون وعلى الركبتين تدللون ."

ويحدد قاموس"مريمان وبستر"تعبير"وعلى الركبتين تدللون"تنًطق الأم الطفل إلي أعلي وأسفل وتهزه بين ذراعيها أو ركبتيها بحنان الأمومة وتكرر الأمر عدة مرات. تداعبه بطريقة تبهجه جدا

 هل ندرك أن الله ينشد لأولاده مثل هذه البهجة بحنان الآب الرؤوف؟

• عاطفة الوالدية.

يواجهنا اليوم العديد من صور الوالدية في تربية النشء. عاطفة الوالدية هي الأبوًة والأمومة. ونحن نعلم جميعا مدي تأثير هذه العاطفة النبيلة. علينا دور عظيم لننجزه، ان نتحلى بالوداعة واللطف ونحن نقوم بالتربية. هذه ثمار الروح القدس. وفي ممارستنا لها نتغير أكثر فأكثر إلي نوع أسمي في الحياة.

• على الركبتين تدللون

يطلب الله من شعبه أن يفرحوا ويكونوا سعداء لأنه سيجعل سلامهم يجري كنهر وأنهم سيكونون مجدا وراحة للأمم. ومن عظم الفرح ستزهو عظامهم

ليس الرب هو فقط أبانا، لكنه أيضا يقوم هنا بدور الأم الحاضنة، التي تريحنا وتعزينا، تحملنا علي الركبتين وتدللنا. ما أحلاه من أب وأم معا

• لماذا يدللنا الله؟

يفعل الله هذا لأننا أولاده الأعزاء علي قلبه، الذين اشترانا ابنه بدمه – أغلي ثمن في الوجود-

"الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضا معه كل شيء" (رو 8 : 32)،

""أحاط به و لاحظه وصانه كحدقة عينه" (تث 32: 10،

"من يمسكم يمس حدقة عينه" (زك 2: 8).

• خصائص بنويتنا لله

 نحن أفضل من الملائكة لأن الملائكة مجرد خلائق أما نحن المؤمنين فقد صرنا أولادا. يمكنك أن تأخذ قطعة من الطين وتشكًلها إناء، لكنك لا تقدر أن تصنع منها ابنا. يحمل ابني المولود مني نفس الجينات الخاصة بي. عندما ولدنا الله صرنا نحمل نفس جينات الله القدير التي لم تمنح للملائكة.

 يمكننا معرفة شخص ما وانتمائه إلي أي أسرة من التشابه بينه وبين تلك الأسرة .عندما يولد شخص من الله، فهو يحمل الشبه الكامل لله"انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله" (1 يو 3: 1)

• علاقتنا مع الله علاقة فريدة:

 قد تبررنا في المسيح يسوع الذي حمل دينونتنا و فيه اتحدنا بالإيمان.. أي أننا صرنا مقبولين لدى الله وأصبحنا أبراراً، وقد أصبح الدّيان أباً لنا.

"الآب"و"الابن"هما اللقبان المميزان اللذان أعطاهما المسيح لله ولنفسه؛ وهما اللقبان اللذان يسمح لنا باستخدامهما.. وبالاتحاد معه، يخوّل لنا أن نشاركه علاقته الوثيقة بالآب، ما أعظم تسامح الرب! ما أعظم تنازله، وما أعظم جوده نحونا، إذ نستطيع أن نتلو الصلاة الربانية بدون رياء. الله هو أبونا الذي في السماوات الذي يعرف ما نحتاج إليه قبل أن نسأله، وهو يعطي لأولاده عطايا جيدة (مت 6: 32، 7: 11)

• علاقة أكيدة:

إن علاقة المسيحي بالله مثل علاقة الابن بأبيه أي أنها علاقة أكيدة.

 ينبغي أن نتأكد من علاقتنا بالله، كما يقول يوحنا: "كتبت هذا إليكم

أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية" (1 يو5: 13(

 يقع معظم المسيحيين الحديثي الإيمان في، الخطأ في بدء حياتهم المسيحية، إذ يعولون كثيراً على احساساتهم السطحية الخارجية ففي يوم يشعرون بقربهم لله وفي يوم آخر يشعرون أنهم غرباء عنه ويظنون أن مشاعرهم وأحاسيسهم تعبّر تعبيراً صادقاً عن حالتهم الروحية ولذلك يقعون في حالة مرعبة من عدم التأكد وتصبح حياتهم المسيحية كأنها أرجوحة ترتفع بهم تارة إلى أعلى من السمو وتهبط بهم طوراً إلى أعماق الانقباض والكآبة، يجب أن يتعلم الإنسان عدم الاستسلام لأحاسيسه ومشاعره لأنها تتغير وتتبدل مع تغير الأحوال

 تؤكد كلمة الله لنا بأننا أولاده"وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن له الحياة. ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (1يو 5: 11، 12) ويقول:

"من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي شهدها الله عن ابنه" (1يو 5: 10) والكتاب مليء بمواعيد تؤكد هذا الحق،

"لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا"وأيضاً"عندما نصرخ يا أبا الآب.. فإن الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله" (رو 5: 5، 8: 15، 16) هذه هي شهادة الروح القدس في الخارج وتؤيدها شهادة الروح القدس في الداخل في اختبارنا،

• علاقة وطيدة:

 يقول بولس الرسول: "فإن كنا أبناء فنحن ورثة أيضاً ووارثون مع المسيح" (رو 8: 17) إذا أخطأ أحد الشباب إلي أبيه، سينكسر قلب الآب، لكن سرعان ما يعتذر الشاب حتى يصفح عنه الأب فيستعيد الصفح والشركة

 وفي نفس الوقت تبقى علاقته كما هي. ومهما بدا الولد متمرداً أو عقوقاً، لكنه سيبقى ابناً لا يتغير. وهذا هو الحال مع أولاد الله، فعندما نخطئ لا نخسر علاقتنا معه كأولاد، مع أن شركتنا معه تفسد إلى أن نعترف بخطايانا ونتوب عنها، وحالما نعترف بخطايانا"فإنه أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم"1 يو 1: 9

"وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا.." (1 يو 2: 1، 2) فعندما تسقط في الخطية اركع على ركبتيك واطلب باتضاع غفران أبيك في الحال، عندما نأتي إلى المسيح في توبة وإيمان نحن نقبل"الاغتسال"ولا حاجة أبداً إلى تكراره