الانتخاب
تأملات كتابية روحية:
49. الانتخاب
"أفتح فمك لآجل الأخرس في دعوة لكل يتيم. أفتح فمك واقض بالعدل وحامي عن الفقير والمسكين" (أم 31: 8- 9)،
الانتخاب واجب وطني
إحدى واجباتك كمواطن هي أن تنتخب، لا يوجد قانون يجبرك علي ذلك، أو يمنعك. أنت حر إذا كنت تنتخب أو لا تنتخب، وأن تختار المرشح الذي تفضًله هذا بمحض اختيارك، تؤديه الإرادة الحرة
الانتخاب هبة مقدسة. من خلاله نري الأخريين كما يراهم الله. يذهب الناس إلي صناديق الانتخاب علي أساس"برنامج المرشح"، ما يرون أنه لصالحهم وينتخبون الشخص الذي يرون أنه سيعمل الخير لأسرهم. الشخص الذي يحفظ ويحمي حقوقهم ومراكزهم الاجتماعية، والشخص الذي يعرض برنامج رعاية صحية أفضل، ودخل مادي مقبول، تخفيف العبء الضريبي، والذي سيساعدهم علي الحياة الأفضل.، الشخص الذي سيحقق لهم العدالة الاجتماعية انتخاب الشخص الذي يحبونه"لتصر كل أموركم في محبة" (1كو 16: 14
إيليا وعبادة البعل
"فتقدم ايليا الى جميع الشعب وقال حتى متى تعرجون بين الفرقتين. ان كان الرب هو الله فاتبعوه وان كان البعل فاتبعوه." (1مل18: 21)
بهذه الكلمات بدأ النبي إيليا إعداد عملية الاقتراع بين إله البعل والإله الحي"الله"وأسفرت النتيجة عن انتصار الله الساحق، رجوع الشعب إلي الله، تدمير البعل وقتل جميع أنبياءه وكهنته
"فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا الرب هو الله الرب هو الله. فقال لهم إيليا امسكوا أنبياء البعل ولا يفلت منهم رجل. فامسكوهم فنزل بهم إيليا إلى نهر قيشون وذبحهم هناك" (1مل 18 : 39)
يشوع والآلهة الغريبة
جمع يشوع بن نون القائد الأعلى رؤساء الشعب وقال لهم: "اختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون. و أما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يش 24: 15)
كان بني إسرائيل علي أعتاب الدخول إلي أرض الموعد، لكنهم كانوا يعيشون القلق والخوف. كان بعضهم يعتمد علي قوة الله الحقيقية، وكان بعضهم يتبنون أفكار عصرية، يمارسون ممارسات لا أخلاقية وبين هؤلاء وأولئك كانت هناك مجموعة متأرجحة ولم تتخذ قرارا
انتظار النتيجة:
بدأ يشوع يعرض أمام الشعب كل احسانات الرب معهم (يش 24: 31- 3) وطلب منهم أن يفحصوا الحقائق ثم يتخذوا القرار. كان اهتمام يشوع الأساسي واضحا، أراد منهم أن يعرفوا من هو الإله الحقيقي. وعًرفهم أنه ليس بقدرتهم، وقوة السهام والسيوف حازوا علي النصر، لكنهم انتصروا بقوة الله، الله عمل كل شيء. وعلي الشعب أن يختار الله بكل وعي، قوة وإرادة، الله هو إله السماء والأرض الذي بذل نفسه لأجلنا ولم يتركنا في الخطية. الذي أظهر محبته لنا.ذهب الابن إلي الصليب حاملا عارنا. الإله الذي أسس الكنيسة.هو الإله الذي نحن مدعوون لنختاره ونخدمه الاختيار الأفضل:
نادي يشوع الشعب وقال اختاروا اليوم من تعبدون وتظهر كلمة تعبدون سبع مرات في الأعداد (141- 5)، دعاهم يشوع إلي اتخاذ قرار يحررهم من القلق الأخلاقي والعقلي والروحي. وطلب منهم الولاء عندما قال"الآن اخشوا الرب واعبدوه بكمال وأمانة وانزعوا الآلهة الذين عبدهم آباؤكم في عبر النهر وفي مصر واعبدوا الرب." (يش 24: 8)
طرح يشوع أمام الشعب خيارات أربعة وأن يتخذوا قرارهم. إما أن:
1. يعبدوا آلهة ما بين النهرين مثلما فعل إبراهيم قبل دعوة الله له. ومنهم الإله مرودخ.
2. يعبدوا آلهة مصر الذين كانوا يألفونهم في سني السبي 400 واشهرهم أبيس- أتون- آمون- رع وحورس.
3. يعبدوا آلهة الكنعانيين – الإله الأكثر شهرة بينهم هو داجون.
4. أو أن يختاروا عبادة الرب -الإله الحقيقي.
فكر الشعب في كل احسانات الرب وجاءت استجابتهم: "حاشا لنا ان نترك الرب لنعبد آلهة أخرى. لان الرب إلهنا هو الذي أصعدنا وآباءنا من ارض مصر من بيت العبودية والذي عمل أمام أعيننا تلك الآيات العظيمة وحفظنا في كل الطريق التي سرنا فيها وفي جميع الشعوب الذين عبرنا في وسطهم. وطرد الرب من أمامنا جميع الشعوب والاموريين الساكنين الأرض. فنحن أيضا نعبد الرب لأنه هو إلهنا" (يش 24 : 16 – 18)
يصور لنا الوحي صلاح الله في رسالة رومية (1ص –ص 11) ثم يصل بنا في رو 12 إلي الاختيار المنطقي"فاطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حيًة مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية، ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتغيير أذهانهم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رو 12: 1- 2)
خواص الاختيار
1- التوقف عن امتطاء الأسوار
يعرج عدد كبير بين العالم والكنيسة. لا يرغبون في تغيير ولائهم للعالم لا يريدون التخلي عن الخطية لذلك هم جالسون خارج السور، فهم ليسوا من العالم وكذلك ليسوا جزءا من الكنيسة. قدم يشوع الدعوة لاتخاذ قرار.إما البقاء في العالم وفق مستوياته وإما إتباع الرب من كل القلب. يعتذر أحدهم"أريد أن أتبع المسيح، لكن لم يأت الوقت المناسب"انه لا يشعر بالحاجة إلي المسيح بسبب كبريائه.لن يأتيه الوقت المناسب أبدا
2- الحسم في اتخاذ القرار
كان يشوع يبلغ من العمر 110 وخاض حروب ومعارك كثيرة وتدرب علي حياة التسليم للرب و لم يكن قراره بإتباع الرب قرارا متأرجحا بل كان قرارا حاسما. عندما دعي يشوع الشعب إلي عبادة الرب، جاهر بقراره المفضل الأبدي. قال لهم أنا أعبد الله واخدمه إلي نهاية حياتي، كان اختيار يشوع في عبادة الرب يقوي يوميا.
3- المجاهرة في الاختيار
قال الرب يسوع من ينكرني قدام الناس، أنكره قدام أبي الذي في السماوات. يختار البعض أن يتبع المسيح في الخفاء و يقولون أنهم يؤمنون به لكنهم لا يريدون الاعتراف جهرا في مجتمعهم وأشغالهم.
4- عدم خلط الأدوار :
لا يمكن المزج بين الولاء لله والولاء لآلهة أخري. عندما قاد يشوع الشعب إلي أرض الموعد، خلط الشعب بين عبادتهم وممارسات الديانات الوثنية، كان عليهم الفصل بين الإله الحي أو العالم.
5. الثبات لنهاية المشوار:
ختم يشوع خطابه باختيار صريح و شجاع"أما أنا بيتي فنعبد الرب"هذا التقرير هو قمة حياة الطاعة لله ولكلمته. إذ اتخذ يشوع هذا القرار التزم به طول حياته، لم يؤثر هذا في جيله فقط وبل امتد تأثيره لعقود قادمة.
دور الله
"ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله أبنه مولودا من أمراة، مولدا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني" (غل4: 4- 5)
حتمية الاختيار:لنختر واحدا نعبده: إما يسوع المسيح وإما الشيطان
برنامج يسوع المسيح الانتخابي :
1. خلاص من الخطية:"لأنك أن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت." (رو 10 : 9)
2. قبول وبنوية"أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله اي المؤمنون باسمه"يو 1 : 12
3. حياة أبدية: "لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3 : 16)
4. راحة وتعزية: "تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11 : 28)
5. علاقة أبوية."فكونوا انتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت 5 : 48)
6. أطعمة سماوية."أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. أن أكل احد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد" (يو 6 : 51)
7. بركة وحرية."أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا(يو 8 : 36
8. سلامة قلبية."سلاما اترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا." (يو 14 : 27)
9. سيرة نقية."فان سيرتنا نحن هي في السموات (في 3 : 20)
10. عدالة اجتماعية."أفتح فمك واقض بالعدل و حامي عن الفقير والمسكين" (أم 31: 9)،
11. عيشة هنية."اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم" (مت 6 : 33
12. كرامة مهنية."يقول الرب حاشا لي. فاني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون" (1صم 2 : 30).