الرئيسية عظات وتأملات

راحة المتعبين

تأملات كتابية روحية:

40. راحة المتعبين

"تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم لأن نيري هين وحملي خفيف" (مت 11 : 28 -30)

من هم المتعبون؟

هم الذين يقاسون الآلام، الأمراض، الجروح، الخسارة المادية، فقدان الأحباء، مشاكل في العمل، الحروب والانشقاقات، ندرة الموارد والإسكان والتموين، ومشاكل الزواج والطلاق، التطرف والإرهاب، والفساد.

صور التعب

1-أمراض جسدية.

2-أمراض عقلية.

3-أمراض نفسية.

4-اضطرابات عاطفية.

5- تأنيب الضمير

6-الانجراف في الخطية والبعد عن الله

7-الهموم، الحزن والاكتئاب .

8-مشاكل أسرية

9-الإدمان

10- وأخيرا سكرة الموت

ويعالج الأطباء المتاعب بجرعات من العقاقير المخدرة لكي تخفف آلام التعب. ويشير الأطباء إلي ممارسة بعض وسائل الراحة

وسائل الراحة :

1-النوم والاسترخاء،

2-الهدوء و التأمل

3-الأجازة من العمل

4-ممارسة رياضة المشي

5-الاستماع إلي الموسيقي

6-الذهاب إلي الشواطئ والحدائق

7-الذهاب إلي أماكن الترفيه والفكاهة

8-الانتقال إلي الأبدية وهي الراحة الأخيرة

 دعوة ووعد.

يوجه الله دعوة إلي كل هؤلاء يقول الرب تعالوا إلي يا جميع المتعبين.. وأنا أريحكم.

وعد الله شعبه أن يعطيهم حياة الراحة، السلام والأمان، الفرح والانتصار. لكن شعب الله لم يتمتعوا بهذا الوعد المبارك بسبب عدم الإيمان وَهَكَذَا، نَرَى أَنَّ عَدَمَ الإيمان مَنَعَهُمْ مِنَ الدُّخُولِ إِلَى مَكَانِ الرَّاحَةِ (عب 19:3)

 الراحة الإلهيةَ

"وَهَكَذَا، يَتَبَيَّنُ أَنَّ الرَّاحَةَ الإلهيةَ هِيَ فِي انْتِظَارِ مَنْ سَيَدْخُلُونَ إِلَيْهَا. وَبِمَا أَنَّ الَّذِينَ تَلَقَّوْا الْبِشَارَةَ بِهَا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا إِلَيْهَا بِسَبَبِ تَمَرُّدِهِمْ، أَعْلَنَ اللهُ عَنْ فُرْصَةٍ جَدِيدَةٍ، إِذْ قَالَ: الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ...»

 فَلَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَدْخَلَ الشَّعْبَ إِلَى الرَّاحَةِ، لَمَا تَكَلَّمَ اللهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ مَوْعِدٍ جَدِيدٍ لِلدُّخُولِ بِقَوْلِهِ: «الْيَومَ..اذَنْ، مَازَالَتِ الرَّاحَةُ الْحَقِيقِيَّةُ الْكاملةُ مَحْفُوظَةً لِشَعْبِ اللهِ. الراحة"عب 4 : 6 – 9).

مريح التعابى

بينما نجد الكثيرين و قد تقاذفتهم رياح التعاليم المختلفة ولم يحصلوا على الراحة لأنهم يعتمدون علي معارف مجرًدة وليس علي الاختبار، قال الرب يسوع"تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم لأن نيري هين و حملي خفيف" (مت 11 : 28-30).

 كيف ندخل إلى راحة المسيح؟".

الطريق إلي هذه الراحة هو التوبة الصادقة عن الخطية والإيمان بعمل المسيح علي الصليب.في الصليب نرى ما فعله الرب يسوع من أجل الجنس البشري كله

 بهذا نتمتع بشيئين:

أولاً: غفران خطايانا.عندما ذهب الرب يسوع إلى الصليب منحنا دمه غفران لكل ذنوبنا و آثامنا.

ثانيًا: القبول. صرنا مقبولين لدي الله لأننا متبررين في المسيح بالإيمان وهذا يعني أن الله يقبلنا ليس بسبب أعمالنا الصالحة ولكن بسبب ما عمله الرب يسوع وحده علي الصليب. هنا ندخل إلي راحته الكاملة

شكوي الشيطان الدائمة

 الشيطان لا يكف عن تقديم الشكوي علينا(رؤ 10:12). فهو يقف أمام الأب السماوي و يشتكي علينا و يحضر للأب قائمة بكل نقائصنا ويقدم حججا قوية ضدنا أمام الله، شكوى ضمائرنا كما لا تكف ضمائرنا في الاحتجاج ضدنا"شاهدا أيضا ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة" (رو2 : 15)، وهنا يعلن الله"أنا أنا هو الماحي ذنوبك من أجل نفسي وخطاياك لا أذكرها" (أش 43 : 25)، "من سيشتكي علي مختاري الله. الله هو الذي يبرر" (رو 8 :33)، "وتطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم" (ميخا 7 : 9)

فالله يغفر خطايانا لأجل دم المسيح و نحن لا نستحق هذا الغفران علي الإطلاق ولكن الرب يسوع حمل خطايانا علي الصليب وأعطانا غفرانه كاملا"من سيشتكي علي مختاري الله. الله هو الذي يبرر"

بركات التبرير

1-  غفران خطايانا بالنعمة

"وَلكِنْ، إِنِ اعْتَرَفْنَا لِلهِ بِخَطَايَانَا، فَهُوَ جَدِيرٌ بِالثِّقَةِ وَعَادِلٌ، يَغْفِرُ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ." (1يو 1 : 9)

2- قبولنا ضمن أحباء الله

 يعطينا الرسول بولس قائمة بالأشرار الذين لن يرثوا ملكوت الله : "أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله. لا تضلوا لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله"1كو 6 : 91- 0) ويضيف قائلا: "وهكذا كان أناس منكم لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع و بروح إلهنا"ع11

3- صلب إنساننا العتيق

فعندما ذهب الرب يسوع للصليب قد صلب إنساننا العتيق معه وهذا الإنسان العتيق الذي صلب لا يراه الله الآن فينا بل هو يري إنساننا أخرا يحيا فينا هو ابنه الحبيب الرب يسوع.فعندما أكمل يسوع عمله علي الأرض وصعد للسماء ليجلس عن يمين الله قال الأب من الأن فصاعدا إنني أعرف شخصا واحدا وهو البار الوحيد وكل من يأتي اليّ يجب أن يأتي من خلاله وكل من يقبله سيصير بارا فيه وحده.فنحن نجد قبولا عند الله الأب فقط بإيماننا في المسيح وعمله من أجلنا. يوجد نوع واحد من البر وهو بر المسيح.يقول الرسول بولس في (رو 10 : 3) "لأنهم إذ كانوا يجهلون بر الله و يطلبون أن يثبتوا بر أنفسهم لم يخضعوا لبر الله"

إن هؤلاء الناس لم يكفوا عن محاولاتهم الشخصية لإرضاء الله. الطريقة الوحيدة لإرضاء الله وللدخول إلى راحته هي أن نعترف بهذه الحقيقة"إنه لا يوجد أي شيء في أجسادنا ولا في أعمالنا الصالحة يمكنه أن يجلب لنا الخلاص ولا يمكننا أن نصبح أبرارا من خلال أي شيء نعمله بقدرتنا الشخصية فبرنا هو في المسيح وحده ويقول الرسول بولس

"لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (2 كو5 : 21)، "ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرا و قداسة و فداء حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب"1 كو1 : 30 -31