الرئيسية عظات وتأملات

محو ذكر العدو

تأملات كتابية روحية:

23. محو ذكر العدو من تحت السماء

"فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هَذَا تِذْكَاراً فِي الْكِتَابِ وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ. فَإِنِّي سَوْفَ أَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ» (خر 17 : 14). 

 معني عماليق

"محارب- طويل القامة- جبار"وكان العمالقة شعبا من البدو الرُحَّال في جنوب كنعان وكانوا معادين لشعب الله في مراحل كثيرة من تاريخهم..

شرور عماليق

كان العمالقة شعبا شريرا جدا، لا يخاف الله، شعب غير أدمي لا يعرف الرحمة، ليس فقط في خطاياه الكثيرة ولكن أيضا كان ينشر الرعب، القتل، سفك الدماء، التخريب والدمار وحرب الإبادة و كان عثرة لبقية الشعوب. كانوا مضايقين لشعب الله بشدة بدون سبب، محاولين إبادتهم عرقيا. يَقُولُونَ لأنفسهم: هَلُمَّ نَسْتَأْصِلْهُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، فَلاَ يُذْكَرَ اسْمُ إِسْرَائِيلَ فِيمَا بَعْدُ.

الإبادة العرقية

 يتركيب مصطلح الإبادة العرقية من أصول إغريقية ولاتينية، حيث يتألف من الكلمة الإغريقية Ethnosوتعني أمة Nationوالمقطع اللاتيني Cideويعني قتل.

تعني الإبادة العرقية الأفعال المرتكبة علي قصد تدمير جماعة عرقية أو دينية:

1. قتل المقصود إبادتهم."الإبادة الجماعية"

2. إلحاق الأذى والتشويه الجسدي الخطير بهم

3. محاصرتهم، نبذهم وإخضاعهم عمدا، لظروف معيشية لتدميرهم

4. فرض تدابير تستهدف استحالة إنجاب الأطفال داخلهم

5. التهجير القسري بقصد التخلص منهم

6. نقل الأطفال، عنوة، إلي مناطق أخرى.

7. خطف البنات والاعتداء الجنسي عليهن

تستخدم هذه الوسائل من أشخاص امتلأت قلوبهم بالحقد نحو أقليات مسالمة، وقد أعلنت الأمم المتحدة مشروع القانون الدولي لتجريم الإبادة العرقية - الإبادة الجماعية واعتبارها جريمة دولية. و بدأ علماء الاجتماع في استخدام مصطلح الإبادة العرقية كأحد فروع مصطلح الإبادة الجماعية في وصف إبادة بشرية لأسباب خاصة بالعرق بارتكاب أفعال إجرامية تجاه عرق معين حتى وإن لم تؤدي إلى إبادته بصورة كاملة، فيشير إلى الأضرار طويلة المدى مثل تقليل مواليد عرق ما، محاولات منع انتقال ثقافة مجتمع ما إلى أجياله القادمة، محاولة إزالة تاريخ عرق ما من صفحات التاريخ البشري. هذا المصطلح هو الأكثر استخداما من قبل الأقليات المضطهدة. ويتضمن المصطلح الإبادة الثقافية

- ولفظ الانتحار العرقي هو أحد مشتقات مصطلح الإبادة العرقية. كذلك حالة (الانضباع) المشتقة من الضبع وتصرفاته، وذلك أنه إذا أراد افتراس فريسته نظر إليها طويلاً فترتعب وتسقط ويحدث لها ما يشبه التنويم المغناطيسي ثم يسير الضبع راجعًا فتسير وراءه حتى مكمنه فيقتلها هناك، فيوفر على نفسه مقاومتها ونقل جثتها إلى بيته

العداء المتأصل

 ومما يدل على العداء المتأصل الذي كان بين شعب الله وعماليق، أن يذكر المرنم عماليق بين أعداء إسرائيل، ملتمساً من الله ألا يسكت عن الانتقام منهم:

"يَا اللهُ لاَ تَصْمُتْ. لاَ تَسْكُتْ وَلاَ تَهْدَأْ يَا اللهُ. هُوَذا أَعْدَاؤُكَ ثَائِرُونَ، وَمُبْغِضُوكَ يَشْمَخُونَ بِرُؤُوسِهِمْ. يَتَأمرونَ بِالْمَكْرِ عَلَى شَعْبِكَ، وَيَكِيدُونَ لِلإِيقَاعِ بِمَنْ تَحْمِيهِمْ. يَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَسْتَأْصِلْهُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، فَلاَ يُذْكَرَ اسْمُ إِسْرَائِيلَ فِيمَا بَعْدُ». فَإِنَّهُمْ قَدْ تَأمروا مَعاً بِقَلْبٍ وَاحِدٍ، وَعَقَدُوا حِلْفاً ضِدَّكَ. عَشَائِرُ أَدُومَ وَبَنُو إِسْمَاعِيلَ، نَسْلُ مُوآبَ وَبَنُو هَاجَرَ. جِبَالُ وَعَمُّونُ وَعَمَالِيقُ، الفَلَسْطِينِيُّونَ وَأَهْلُ صُورَ" (مز83: 1-  7)،  ولذلك قال الكتاب بأن للرب حرب مع عماليق من دور فدور: لأن عماليق استمر في حربه مع شعب الله من 1447 ق م الي 586 ق.م. نحو 861 سنة .

موطن العمالقة

كان العمالقة يتجولون في المنطقة ما بين شمالي سيناء والنقب، إلى الجنوب من بئر سبع إلى الشمال من إيلات. ومد العمالقة نفوذهم شمالاً في فلسطين. وقد نزح قسم كبير من الأموريين العماليق إلى مصر تحت ضغط الحيثيين وقد حكموا مصر ما بين 1790 ق.م إلى 1540 ق.م، عندما أتيحت لهم الفرصة بتأسيس مملكتهم بسبب كثرة عددهم والنزاعات الداخلية في مصر.

 مراحل صراع شعب الله مع العمالقة

1. رفع اليدين : (خر 17: 8- 16

 وَأَتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ. فَقَالَ مُوسَى لِيَشُوعَ: «انْتَخِبْ لَنَا رِجَالاً وَاخْرُجْ حَارِبْ عَمَالِيقَ. وَغَدًا أَقِفُ أَنَا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ وَعَصَا اللهِ فِي يَدِي"فَفَعَلَ يَشُوعُ كَمَا قَالَ لَهُ مُوسَى لِيُحَارِبَ عَمَالِيقَ. وَأَمَّا مُوسَى وَهَارُونُ وَحُورُ فَصَعِدُوا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ. وَكَانَ إِذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَغْلِبُ، وَإِذَا خَفَضَ يَدَهُ أَنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ.........فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هذَا تَذْكَارًا فِي الْكِتَابِ، وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ. فَإِنِّي سَوْفَ أَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ.ويذِّكر موسى –في نهاية أيام البرية – الشعب بما فعله به عماليق"كيف لاقاك في الطريق وقطع من مؤخرك كل المستضعفين وراءك وأنت كليل ومتعب،

2. خوف المرسلين (عد 13: 28 -33)

 عندما أرسل موسى المرسلين وجدوا"أن الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جَّداً.. والعمالقة ساكنون في أرض الجنوب" (النقب). ثم قالوا: "لا نقدر أن نصعد إلى الأرض لأنهم أشد منا"غَيْرَ أَنَّ الشَّعْبَ الْمُسْتَوْطِنَ فِيهَا بَالِغُ الْقُوَّةِ وَمُدُنَهُ مَنِيعَةٌ وَعَظِيمَةٌ جِدّاً. كَمَا شَاهَدْنَا هُنَاكَ بَنِي عَنَاقَ، فَالْعَمَالِقَةُ مُقِيمُونَ فِي أَرْضِ الْجَنُوبِ، لاَ نَقْدِرُ أَنْ نُقَاوِمَ سُكَّانَهَا لأَنَّهُمْ أَقْوَى مِنَّا وَبِذَلِكَ أَشَاعُوا الذُّعْرَ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ قَائِلِينَ: «سَتَفْتَرِسُنَا الأَرْضُ الَّتِي تَجَسَّسْنَاهَا، وَجَمِيعُ مَنْ شَاهَدْنَاهُمْ مِنْ سُكَّانِهَا عَمَالِقَةٌ. فَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ بَنِي عَنَاقَ، فَبَدَوْنَا فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِنَا كَالْجَرَادِ، وَكَذَلِكَ كُنَّا فِي عُيُونِهِمْ».

3. قتل المستضعفين:

تث 25: 1- 7 - 19"اُذْكُرْ مَا فَعَلَهُ بِكَ عَمَالِيقُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ. كَيْفَ لاَقَاكَ فِي الطَّرِيقِ وَقَطَعَ مِنْ مُؤَخَّرِكَ كُلَّ الْمُسْتَضْعِفِينَ وَرَاءَكَ، وَأَنْتَ كَلِيلٌ وَمُتْعَبٌ، وَلَمْ يَخَفِ اللهَ.. فَمَتَى أَرَاحَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ حَوْلَكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا، تَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ."

4. ترهيب الآمنين (قض 6: 1-  4):

 واصل العمالقة مضايقتهم للشعب "وعمل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب، فدفعهم الرب ليد مديان سبع سنين … وإذا زرع إسرائيل كان يصعد المديانيون والعمالقة وبنو المشرق.وينزلون عليهم ويتلفون غلة الأرض إلى مجيئك إلى غزة، ولا يتركون لإسرائيل قوت الحياة ولا غنماً ولا بقراً ولا حميرا" (قض 6: 1-  4).

5. مطاردة الناهبين (1 صم 14: 47و 48):

عندما تولي شاول ملكاً على إسرائيل"حارب جميع أعدائه حوإليه"وضرب عماليق وأنقذ إسرائيل من ناهبيه" (1 صم 14: 47و 48)،،

6. رد المسبيين (1 صم 30: 1-  6).

ثم بعد ذلك غزا العمالقة الجنوب وضربوا صقلغ (التي كان قد منحها ملك جت لداود) وأحرقوها بالنار وسبوا النساء اللواتي كن فيها، وكان من بينهن زوجتا داود : أخينوعم اليزرعيلية وأبيجايل الكرملية (1 صم 30: 1-  6).وسأل داود من الرب عما إذا كان يدرك وينقذ. وقال له الرب ادرك.وهجم عليهم داود وضربهم واستعاد داود زوجتيه وجميع السبي (1 صم 30: 7- 

7. بقية المنفلتين (1 اي 4: 42، 43)

عماليق في زمن الملوك، حوالي 700 ق. م. ذهب خمس مئة رجل من بني شمعون إلى جبل سعير وضربوا"بقية المنفلتين من عماليق وسكنوا هناك إلى هذا اليوم" (1 إي 4: 42، 43) .ولا يرد ذكر لعماليق بعد ذلك في الكتاب المقدس

بعض مواعيد الغلبة

.. الرَّبُّ حَارِسٌ نُفُوسَ أَتْقِيَائِهِ، وَهُوَ يُنْقِذُهُمْ مِنْ أَيْدِي الأَشْرَارِ."مز 97

"تُخْرِسُ ضَجِيجَ الْغُرَبَاءِ كَمَا تطفئ الْحَرَّ فِي أَرْضٍ جَافَّةٍ وَتُسْكِتُ غِنَاءَ العُتَاةِ كَمَا تُبَرِّدُ الْحَرَّ بِظِلِّ سَحَابَةٍ.(اش 25 : 5)، وَكُلُّ لِسَانٍ يَتَّهِمُكِ أَمَامَ الْقَضَاءِ تُفْحِمِينَهُ، لأَنَّ هَذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ، وَبِرُّهُمُ الَّذِي أَنْعَمْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ»، يَقُولُ الرَّبُّ."اش 54 : 17

"فَأَنَا مَعَكَ، وَلَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يُؤْذِيَكَ"أع 18 :10

"وَلَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يُقَاوِمَكَ كُلَّ أيام حَيَاتِكَ، لأَنِّي سَأَكُونُ مَعَكَ لَنْ أُهْمِلَكَ وَلَنْ أَتْرُكَكَ"يش 1 : 5

 لقد محا الله ذكر عماليق من تحت السماء"خر 17 : 14.