الرئيسية عظات وتأملات

دعوة للملكوت

تأملات كتابية روحية:

21. دعوة للملكوت

"ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مَنْ بَارَكَهُمْ أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الَّذِي أُعِدَّ لَكُمْ مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ: لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي، عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي، مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي، سَجِيناً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ!. فَيَرُدُّ الأَبْرَارُ قَائِلِينَ: يَارَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ ... فَيُجِيبُهُمُ الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ، فَبِي فَعَلْتُمْ!.. ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذِينَ عَنْ يَسَارِهِ: ابْتَعِدُوا عَنِّي يَا ملاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأبديَّةِ الْمُعَدَّةِ ِلإِبْلِيسَ وَأَعْوَانِهِ! لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي، وَعَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي، كُنْتُ غَرِيباً فَلَمْ تَأْوُونِي، عُرْيَاناً فَلَمْ تَكْسُونِي، مَرِيضاً وَسَجِيناً فَلَمْ تَزُورُونِي! فَيَرُدُّ هَؤُلاَءِ أَيْضاً قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً أَوْ عَطْشَاناً أَوْ غَرِيباً أَوْ عُرْيَاناً أَوْ مَرِيضاً أَوْ سَجِيناً، وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟ فَيُجِيبُهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا! فَيَذْهَبُ هَؤُلاَءِ إِلَى الْعِقَابِ الأبديِّ، وَالأَبْرَارُ إِلَى الْحَيَاةِ الأبديَّةِ!" (مت 25: 34- 46)

من أروع الوصايا التي وردت في الإنجيل تلك التي تدعو إلى عمل الرحمة وتقديم المعونة للأخرين. واعتبر المسيح له كل المجد أن القيام بهذه الأمور البسيطة كزيارة المحبوسين والمرضى وإشباع الجوعان ...الخ، أعمال عظيمة يستحق الإنسان بسببها أن يصير دائنا للمسيح، ووارثاً لملكوته الأبدي، قد رفع درجة عمل الرحمة بالأصاغر إلى مستوى خدمته هو شخصياً

 استخدام السيد المسيح كلمة"إخوتي الأصاغر" لا تعنى فقط الفقراء والبسطاء من الناس، بل تشمل كل الذين يجتازون بظروف صعبة.هم أصاغر يحتاجون الرحمة ومد يد الأخرين لهم بالمساعدة.يحتاج البعض إلى الابتسامة وقت المحنة، ومنهم من لا يرجو سوى الشعور بأن الذين حوله يهتمون به

1-    موعد هذه الدعوة:

أ‌.  عند انقضاء الدهر عندما يجمع الله العالم كله حوله للمحاسبة.

ب‌.يقدم لنا هذه الدعوة قبل دينونة الأشرار.

2-    طبيعة هذه الدعوة:دعوة ملكية (ثُمَّ يَقُولُ الملك

3-    المدعوون:

أ‌.  الذين عملوا البر ب‌. الذين يعترفون أنه ليس فيهم شيء صالح

ت‌.مَنْ بَارَكَهُمْ الآب

4-    الملكوت الذي يدعو إليه الرب المفديين

أ‌.  ملكوت حقيقي

ب‌.ملكوت سابق إعداده

ت‌.ملكوت معد منذ زمن طويل

ث‌.ملكوت الميراث: فيه كل الممتلكات سماوية، كاملة ومجانية.

ج‌.ملكوت نرثه مع المسيح ربنا

تناول الغذاء مع الله

أراد أحد الفتية أن يقابل الله وكان يعرف أنه قد يستغرق رحلة طويلة إلي حيث يسكن الله. جهز حقيبة من الأطعمة اللازمة وقطع الكعك المحشو بالكريم. أخذ مجموعة من العصائر وبدأ الرحلة. بعد أن قطع ثلاث مفارق سكنية وصل إلي احدي الحدائق العامة. جلس بجوار رجل مسن وكان هذا الرجل يتأمل في سرب من الحمام أمامه. جلس الفتي و بدأ باحتساء العصائر ولاحظ أن الرجل يبدو عليه الجوع والوهن. قدم له قطعة من الكعك المحشو، أخذها الرجل شاكرا ومبتسما وكانت ابتسامته مبهجة حتي أن الغلام أراد أن يراها مرة ثانية، فقدم له زجاجة عصير و ابتسم الرجل المسن ابتسامة عريضة، شعر الفتي بالرضي التام

وجلس بجواره يشاركه الطعام والشراب. بدأ الليل يرخي سدوله وتحقق الغلام من ضرورة العودة إلي المنزل. نهض من مجلسه وخطا خطوات قليلة و استدار راجعا إلي الرجل واحتضنه قبل أن يغادر المكان وابتسم الرجل ابتسامة واسعة لم يختبرها الفتي من قبل.

عند رجوعه إلي المنزل، اندهشت الأم من سعادة ابنها. وسألته : "ماذا فعلت اليوم حتي تبدو عليك هذه السعادة؟" أجاب: "لقد تناولت الغذاء مع الله"، وقبل أن ترد أضاف ."لقد قدم له أجمل ابتسامة عرفتها في حياتي."

 عاد الرجل المسن، يشع منه الفرح إلي بيته، اندهش ابنه بمنظر السلام علي وجه والده و سأله : "ماذا فعلت اليوم يا أبى؟" أجاب الاب: "لقد تناولت الغذاء مع الله.لقد قدم لي الله قطع كعك محشو. إنه أجمل وأروع مما أتوقع."